نحو بيئة نظيفة وجميلة

test

أحدث المقالات

Post Top Ad

Your Ad Spot

Sunday, July 2, 2023

غزة: الطيور المهاجرة تغني المزارعين عن المبيدات والصيد الجائر يخل بالتوازن البيئي

 الاراضي المقدسة الخضراء /GHL




كتب محمد الجمل:

بدأت أسراب الطيور المهاجرة تحلق في سماء قطاع غزة خلال الأسبوعين الماضيين، في دلالة على اقتراب فصل الخريف، وبدء الهجرة الموسمية لتلك الطيور.
وشوهدت أسراب من الطيور الجارحة كالنسر والعقاب، والمائية كالنورس، وأنواع أخرى من العصافير الصغيرة تخرج من فوق البحر، بعد قطع رحلتها الموسمية، للبحث عن ظروف مناخية أفضل من مواطنها الأصلية.
ومن المتوقع أن تتواصل هجرة  الطيور طوال فصل الخريف، وفق أنواعها، حيث يهاجر كل نوع  في وقت محدد، وأقربها للوصول إلى سواحل فلسطين طائر السمان، الذي يستعد الصيادون لاستقباله، بنصب شباك هوائية على طول الشاطئ، وبعضهم بدأ ذلك بالفعل.
ويقول الصياد محمد شلوف، إن أوائل شهر أيلول من كل عام تشهد بدء وصول الطيور المهاجرة، فالبداية تكون مع السمان، ثم العصافير المغردة مثل الحسون والنعار والخضري وغيرها.
وأكد أنه كغيره من الصيادين ينصب شباكه للسمان، وينتظر خروجه من البحر فجراً، ويأمل بصيد وفير هذا العام، ليأكل ويبيع ويستمتع بالسمان الشهي.


تناقص أعداد الطيور

وأشار إلى أن كميات السمان التي تصل إلى سواحل فلسطين قادمة من جزر في البحر الأبيض المتوسط تتناقص عاما بعد عام، نظراً للصيد الجائر الذي تتعرض له.
أما الصياد الهاوي أحمد أبو صلاح، فأكد أنه ينتظر قدوم الطيور المغردة التي تبدأ بالوصول نهاية شهر تشرين الأول المقبل، وينصب لها الصيادون الهواة شباكا أرضية ويستخدمون تقنيات حديثة كالتسجيلات الصوتية من أجل جذبها للشباك وصيدها.
وأكد أن وصول الطيور المهاجرة فرصة للهواة وحتى الصيادين ممن يبحثون عن رزقهم ببيع الطيور المهاجرة لتجار وهواة آخرين.


فوائد للمزارعين 

أما المزارعون فينتظرون وصول تلك الطيور بفارغ الصبر للاستفادة منها، خاصة العصافير والطيور من آكلة الديدان والحشرات الحقلية، مثل أبو فصادة «الكركز»، والهدهد، وهزاز الذيل والعواد، وابن الفرة، والدحل، وغيرها من الأنواع، التي تصل بمئات الآلاف في كل فصل خريف، ويبقى بعضها في فلسطين، حتى الربيع المقبل.
وتقدم الطيور المهاجرة فوائد كبيرة للمزارعين خلال فصلي الخريف والشتاء، وتحل محل المبيدات الحشرية، حيث تقوم بتنظيف الحقل بالتهام الذباب والديدان والآفات والحشرات المضرة.
وأكد المزارع علي أبو سالم، أنه في كل فصل شتاء يزرع أرضه بمحصول البطاطا أو البصل أو البازيلا، ومنذ حرثها تنتشر الطيور المختلفة فيها، وتقوم بمهمة تنظيف الحقل، ويتواصل وجودها حتى مرحلة الحصاد.
وأكد وجوب حماية هذه الطيور، التي تعتبر صديقة للفلاح، وتجنب رش الأرض بمبيدات شديدة السمومية مثل «اللنت»، الذي يتسبب في نفوق تلك الطيور بعد تناولها حشرات ميتة، ومنع الصيادين من صيدها بغرض أكلها أو التسلية، خاصة وأن الطيور من آكلة الحشرات عادة لا تصلح للأكل.


غزة محطة للطيور المهاجرة

ويقول الباحث في التنوع الحيوي بسُلطة جودة البيئة أيمن دردونة، إن الطيور تقطع مسافات بعيدة قد تصل إلى 2000 كيلومتر، وذلك بحثاً عن البيئة الملائمة للتكاثر والغنية بالطعام وهرباً من الطقس البارد، وبحثاً عن مناطق أكثر دفئاً، وخلال رحلة الهجرة الطويلة فإن الطيور تخزن الدهون كي تتمكن من السير هذه المسافات البعيدة.
ونوه إلى أن أهمية الطيور المهاجرة تكمن بأنها مفيدة للزراعة، فهي تعمل على القضاء على الحشرات واليرقات، كما أنها تساعد في التخلص من الحيوانات النافقة، وتعمل على تلقيح النباتات، وبالتالي دورها مهم جداً في التوازن البيئي.
وبين دردونة في حديث مع «الأيام» أن قطاع غزة يعتبر محطة مهمة للطيور المهاجرة، وخاصة المائية، حيث يمكن في فصل الشتاء مراقبة العديد منها مثل النورس أسود الرأس، والدريجة البيضاء، والدحل، والبلشون الصغير، والدريجة الصغيرة وغيرها من الأنواع.
وأكد أن وجود هذه الطيور يتركز في مناطق المراقبة حول الساحل، ومنطقة وادي غزة وغيرها، ومع حلول شهر أيلول يبدأ طائر السمان أو الفر بالقدوم لساحل غزة، وهو طائر يهاجر خلال ليلة واحدة، ثم يستريح على الشاطئ ويكون عرضة للصيد الجائر. ونوه الباحث دردونة إلى أن الطيور المهاجرة بجميع أنواعها تواجه مخاطر قد تساهم في نقصان أعدادها، ولعل ابرز والمخاطر التي تواجه هذه الطيور الصيد الجائر.
ولفت دردونة إلى أن الخطر الثاني الذي يواجه الطيور هو التسمم الثانوي، وهذا ما يتعرض له خاصة الطيور الجارحة وهي أن تتسمم نتيجة وجود مبيدات حشرية على الغذاء المفترض لها وبالتالي تموت تسمماً، إضافة إلى خطر ثالث يتمثل في الاستخدام المفرط للمبيدات الحشرية، ما يتسبب في قتل الحشرات التي تعتبر فرائس وغذاء مهم للطيور المهاجرة.
كما أكد أن تدهور البيئات الطبيعية، وخاصة في قطاع غزة، حيث التلوث والتدهور الواضح في البيئات وخاصة الرطبة في المنطقة الغربية للوادي، يعتبر أحد عوامل تهديد الطيور.


تصنيفات الطيور

وأكد الباحث دردونة أنه يوجد بحسب المختصين أكثر من 500 نوع من الطيور في فلسطين، وهناك ثلاثة تقسيمات تخص الطيور المهاجرة، الأول : الطيور المهاجرة الحقيقية، وهي تأتي إلى فلسطين خلال موسمي هجرة أحدهما يعرف بالهجرة الربيعية يمتد من منتصف شهر شباط حتى أواسط نيسان، وهناك الهجرة الخريفية والتي تمتد من أواسط آب حتى منتصف تشرين ثاني، وهذه الطيور تعبر فلسطين للاستراحة أياما أو أسابيع، لتعاود الرحيل إلى مسار الهجرة الحقيقي لها قبل الوصول للوطن الأم.
ومن الطيور المميزة في فلسطين للهجرة الربيعية أسراب اللقلق الأبيض (أبو سعد) والعويسق، ومن الطيور المميزة للهجرة الخريفية الكركز الأبيض، ويتراوح أعداد الطيور المهاجرة الحقيقة من 100-120 نوعا .
أما النوع الثاني فهو الطيور الزائرة الشتوية، وهى تقضي الشتاء في فلسطين، حيث تصل ما بين شهري آب وكانون الأول، وتغادر ما بين شهري شباط وآذار، ومعظمها يأتي من أوروبا، ومثال عليها الزرزور والنورس أسود الرأس .
أما النوع الثالث فهو الطيور الزائرة الصيفية، والتي تقضي الصيف في فلسطين، وتأتي ما بين شهري شباط وآذار وتغادر في أيلول، ومعظمها يأتي من أفريقيا ومثال عليها الشقراق الأوروبي، والرخمة المصرية، وحين يأتي الزرزور يبشر بنزول المطر بينما حيت يأتي السنونو فيبشر بالربيع.
وكان باحثون وخبراء قدروا أعداد الطيور المهاجرة التي تعبر من فوق فلسطين أو تحط في أراضيها بنحو 500 مليون طائر سنويا.

عن مجلة ايام الاخبارية 

No comments:

Post a Comment

كيفية ممارسة الزراعة الإيجابية للكربون في حديقتك.. إضافة الفحم الحيوي والسماد العضوي أهم الخطوات

 الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands الزراعة الإيجابية للكربون (أو البستنة) هي مفهوم بسيط: إزالة الكربون من الغلاف الجوي ووضعه في التربة، وفي ...

Post Top Ad

Your Ad Spot

???????