الأراضي المقدسة الخضراء/GHL
تقدر أنواع نباتات فلسطين البرية بحوالي 2700 نبتة برية، منها ما ذكر في العهد القديم وعرف آنذاك، ومنها ما تم تصنيفه قبل عشرات السنين، ومنها مازال موضوع اهتمام العلماء والباحثين. وهذا الرقم الكبير بالنسبة لبلاد مساحتها جزءاً من مساحة مدينة لندن، مع العلم بأن نباتات بريطانيا لا تتعدى الألف نوع.
وبعض هذه النباتات مستوطن منذ الأزل مثل اللوف الفلسطيني، وبعضها رافق القبائل المهاجرة من أنحاء العالم إلى فلسطين قبل آلاف السنين، مثل نبات الخطمية من الأرجنتين والتي تعتبر حالياً من نباتات البلاد، ومنها المتطفل مثل الهالوك والحامول (عديم الخضراء/ الكلوروفيل)، ومنها النباتات البذرية، مثل معظم النباتات واللابذرية مثل كزبرة البئر، والسرخسيات، ومنها المتسلقة والزاحفة ،مثل لبلاب الحقول، والحنضل، ومنها القائمة، ومنها صغيرة الحجم مثل شقائق النُعمان، ومنها الأشجار الكبيرة، مثل أشجار الجميز والخروب، ومنها الساحلية، مثل بعض أنواع الترمس البري، ومنها الموجودة في الأغوار، مثل الحويرنة، ومنها الصحراوية، مثل زنبقة الصحراء.
يمكن تقسيم فلسطين إلى أربعة مناطق رئيسة بالنسبة للتوزيع الجغرافي النباتي وهي:
1. نباتات منطقة البحر المتوسط:
بسبب اعتدال مناخها وتوفر كميات كافية من المياه فيها فإن نباتاتها تشكل نسبة عالية من التجمعات النباتية في فلسطين، غير أن هناك تبايناً واضحاً في أنواع نباتاتها، ويرجع ذلك إلى الاختلاف الطبوغرافي في مناطقها، بالإضافة إلى قيام الإنسان بتغيير العلاقات الطبيعية السائدة بين النباتات، كما يمكن تقسيم هذه المنطقة إلى:
- الغابات والأحراش: شمال فلسطين (الجليل)، وفي الوسط من نابلس حتى القدس.
- منطقة الأعياص: وقد استخدم هذا المصطلح (عيص) للدلالة على الجنبات والجنبيات وغيرها من النباتات التي لا يزيد ارتفاعها عن متر واحد.
2. نباتات المرتفعات الغربية والأغوار الشمالية: يعتمد الغطاء النباتي في هاتين المنطقتين بالأساس على معدل الأمطار السنوي الذي لا يكون ثابتاً من موسم لآخر، كما أن ظروف الموقع نفسه كارتفاعه عن سطح البحر أو اتجاهه بالنسبة للشمس ونوع التربة وسمكها تلعب دوراً هاما في تحديد أنواع نباتات المنطقة.
3. نباتات المرتفعات الشرقية والأغوار الجنوبية: نجد في هذه المنطقة تبايناً واضحاً في أنواع النباتات التي تعيش فيها؛ بسبب اختلاف كميات الأمطار والطبيعة الطبوغرافية. والمرتفعات الشرقية هي أكثر المناطق المهددة من الناحية البيئية النباتية؛ بسبب المد الصحراوي المتسارع فيها.
4. نباتات السهل الساحلي: تتكون هذه المنطقة من رمال الشواطئ والكثبان الرملية والكركر، وجميعها فقيرة في احتوائها على العناصر الغذائية، كما أن درجة حرارتها عالية نسبياً وكذلك نسبة الرطوبة، ولذا فإن نباتات هذه المنطقة مميزة عن باقي المناطق.
No comments:
Post a Comment