الأراضي المقدسة الخضراء/GHLands
تصوير و كتابة الباحث خالد أبو علي
مرج ابن عامر هو مرج واسع بين منطقة الجليل وجبال جنين والكرمل في شمال فلسطين التاريخيّة. فالمرج ليس مجرد أرض زراعية سهلية ترمز للجمال والطبيعة الساحرة فقط، وإنما هو جزء من هوية المنطقة المرتبط وجدانيا وثقافيا بكل سكانها العرب قديما وحديثا.
سُميَّ هذا المرج بأسماءٍ كثيرة؛ فالكنعانيون أطلقوا عليه اسم سهل يزراعيل نسبةً إلى قرية زرعين ومنهم من سمّاهُ بالسهل الكبير، وعرَّفهُ الرومان باسم اللجّون .
يشبه السهل في شكله مُثلثًا أطرافه: حيفا، جنين بيسان وتبلغ مساحته الكليَّة 405 كم2 في شقيه الغربي والشرقي ويمتد الضلع الشرقي من سفح جبل الطور شمالاً بعد أن يُلامس جبال الدحي وينتهي بجوار مدينة جنين. أَمَّا الضلع الغربي فيمرّ بمُحاذاة سفوح جبال الجليل.
يعدّ مرج بن عامر من أجمل السهول الموجودة في فلسطين، ويتميز بوجود الندى لأيام طويلة وبتربته الخصبة، ولهذه الميزة أثر كبير على نجاح الزراعة الصيفية في أراضيه كما يعتبر مرج ابن عامر سلة خبز فلسطين، لأنّه مناسب وملائم لزراعة الحبوب
ومرج بن عامر اخترق أراضيه خطين من خطوط السكك الحديدية الحجازية، ومرّت عن طريق المرج أنابيب البترول العراقية والتي كانت تنتهي في مدينة حيفا، وكان المرج في القديم يعتبر بوابة وممر فلسطين ومفتاحها، فقد مرّ من خلاله الفاتحون والغزاة.
مرّ على مرج بن عامر أحداث تاريخية ضارية، فحدثت فيه عدّة معارك في الزمن الماضي، ومن أشهرها معركة مجدو مع تحتمس الثالث الذي قام بغزو مجدو وعمل على فتحها، وحدثت معركة أخرى تعد من أكبر المعارك التي حدثت في مرج بن عامر بين القوات البريطانية والجيش العثماني .
نظم الشاعر الفلسطيني الراحل راشد حسين قصيدة بعنوان الغلة الحمراء :وقال
مرج ابن عامر هل لديك سنابل ....... أم فيك من زرع الحروب قنابل ؟
ام حينما عز النبات صنعت من .................لحم الطفولة غلة تتمايل
فإذا الصغار الأبرياء سنابل................ واذا القنابل للحصاد مناجل
يا مرج قل لي هل ترابك سامع ؟ ......ام انت عن صوت الملامة ذاهل؟
No comments:
Post a Comment