الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands
دولة فلسطين تسجل دير القديس هيلاريون/ تل أم عامر في بلدة النصيرات في قطاع غزة على قائمة التراث العالمي تحت الخطر في الجلسة السادسة والاربعون للجنة التراث العالمي المنعقدة في نيودلهي – الهند
نجحت دولة فلسطين اليوم 26 تموز 2024 بالتسجيل الطارئ لموقع دير القديس هيلاريون/ تل أم عامر في قطاع غزة على قائمة التراث العالمي تحت الخطر في الجلسة السادسة والاربعون للجنة التراث العالمي المنعقدة في نيودلهي- الهند، وتم ادراج الموقع وفق المعايير الثاني والثالث والسادس للتراث العالمي وذلك بإجماع أعضاء لجنة التراث العالمي والبالغ عددهم 19 دولة من اصل 21 ، بالإضافة الى عدد من التوصيات الفنية الواجب تنفيذها بعد التسجيل للحفاظ على القيم العالمية الاستثنائية للموقع وتطويره.
وتقع أطلال دير القديس هيلاريون في بلدية النصيرات، على بعد حوالي 10 كم جنوب مدينة غزة، على تقاطع طرق التجارة بين آسيا وأفريقيا، مما جعله مركزًا للتبادل الديني والثقافي والاقتصادي، وله أهميته تاريخية ودينية ومعمارية وثقافية استثنائية، كونه يمثل أحد أهم المحطات التكوينية في تأسيس نمط حياة الرهبنة المسيحية في فلسطين والتي الهمت تأسيس مراكز وأديرة رهبانية مسيحية في الأراضي المقدسة والشرق الأوسط خلال القرن الرابع الميلادي في بداية الفترة البيزنطية في فلسطين، واستمر هذا الدير في الاستخدام والتطور حتى القرن الثامن ميلادي. ويظهر دير القديس هيلاريون على خريطة فسيفساء مادبا الأثرية من القرن السادس باسم طاباتا.
وقد أشاد وزير السياحة والاثار السيد هاني الحايك بقرار تسجيل اليونيسكو الطارئ للموقع على قائمة التراث العالمي تحت الخطر باعتباره جزءا اصيلا من التراث الفلسطيني المميز ذو القيمة الإنسانية الاستثنائية، مضيفا أن هذا التسجيل الطارئ والمستعجل يأتي ضمن تعليمات سيادة الرئيس محمود عباس وجهود دولة فلسطين والحكومة الفلسطينية برئاسة د. محمد مصطفى في الحفاظ على التراث الثقافي الفلسطيني في قطاع غزة في ظل الحرب الهمجية والابادة الجماعية التي يتعرض لها شعبنا والتي أدت الى استشهاد وجرح عشرات الآلاف، ودمرت أكثر من 100 موقع تراثي وأثري وثقافي بشكل كلي أو جزئي.
وأكد الحايك على أهمية هذا التسجيل على قائمة التراث العالمي، والذي يعبر عن اعتراف أممي بأهمية التراث الفلسطيني وبسيادة دولة فلسطين على ترابها وتراثها، ويمنح الموقع حماية دولية ويساعد في تطويره وترويجه كأحد أقدم الاديرة في العالم ويظهر أهمية وأثر القديس هيلاريون ودوره في تأسيس الرهبنة في فلسطين وشرق البحر المتوسط في القرن الرابع ميلادي، والذي ساهم في انتشار الممارسات والتقاليد الرهبانية المسيحية في فلسطين وخارجها.
وثمن الحايك دور جميع الشركاء الدوليين والمحليين الذين ساهموا مع وزارة السياحة والآثار للوصول لهذا الإنجاز، خاصة أعضاء لجنة التراث العالمي ووزارة الخارجية والمغتربين ومندوبية فلسطين الدائمة في اليونسكو، ، واللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم ، وسفارة دولة فلسطين في نيودلهي، مؤكدا على ضرورة استمرار هذه الجهود للحفاظ على الموقع وقيمه العالمية الاستثنائية وبذل كل الجهود اللازمة لتنفيذ توصيات لجنة التراث العالمي لإخراجه من قائمة التراث العالمي تحت الخطر الى القائمة العادية.
وبذلك نقش موقع دير القديس هيلاريون في تل أم عامر اسمه كسادس موقع تراث عالمي فلسطيني على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وكأحد أهم وأقدم الأديرة التي ساهمت في تأسيس وازدهار المراكز والتقاليد الرهبانية المسيحية في فلسطين والشرق الأوسط، وخلدت اسم القديس هيلاريون مؤسس الرهبنة المسيحية في فلسطين، وكبصمة مهمة لمساهمات فلسطين الاستثنائية في تطور تاريخ البشرية بقيم عالمية فريدة من نوعها.
No comments:
Post a Comment