أوقفوا الجرائم البيئية في قطاع غزة .. الان!

 الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands 

تطالب شبكة المنظمات البيئية وائتلاف المؤسسات الأهلية الزراعية الفلسطينية بالوقف الفوري للجرائم البيئية في قطاع غزة، في ظل ما يتعرض له قطاع غزة من أقصى درجات التدمير والتخريب. 

لطالما عُرِف قطاع غزة بسلته الغذائية الغنية، وبعلاقة الانسان المتجذرة بالأرض فيه كأساس للعطاء وكعنوان للوطن فلسطين. ولكن العدوان الحالي الذي لا زال يدمر بشكل كارثي ليس فقط الأرض - بل أيضاً العلاقة الهامة بينها وبين أصحابها، ويقتل كليهما فعليا، فقد دمر المصادر الطبيعية بشكل كامل خلال هذه الحرب مُشَكلاً دليلاً لا يمكن إنكاره على الخطر الحقيقي والآثار طويلة المدى لأكثر من 65 ألف طن من القنابل التي أُطلقت على أرضه ووصل دخانها إلى سمائه وسمومها الى مائه.  جاعلاً المنطقة غير صالحة للحياة. مع التخوفات  من إمكانية أن تتسبب الكوارث الناجمة عن العدوان مثل الأمراض الجماعية وانعدام الأمن الغذائي والنزوح إلى ضرر لا يمكن إصلاحه للموارد الطبيعية الحيوية . طارحاً السؤال عن المستقبل الذي ينتظر النظام البيئي في قطاع غزة.

بالنظر إلى الأرقام والإحصائيات، تشير تقارير منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) إلى أن الحرب الحالية ضد القطاع قد تسببت في تدمير أكثر من خمسين بالمائة من الأراضي الزراعية. ومنذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، تم استهداف أكثر من 2000 موقع زراعي، بما في ذلك المزارع والدفيئات الزراعية، في قطاع غزة. وبعد مرور ثمانية أشهر تقريبًا على الحرب، أفادت التقارير أن ما يقرب من نصف أشجار غزة قد تم تدميرها. وتعرض حوالي 26.6 بالمائة (339 هكتارًا) من الدفيئات الزراعية لأضرار جسيمة، حيث كانت مدينة غزة وشمال غزة الأكثر تضررًا. وفي الوقت نفسه، تم استهداف نظام المياه والصرف الصحي بشكل كبير، حيث تم تدمير ما يزيد عن 95% من هذه الأنظمة، ويتم تصريف ما لا يقل عن 100 ألف متر مكعب من مياه الصرف الصحي يوميًا إلى الأراضي أو في البحر الأبيض المتوسط. 

يتم أيضا تكديس 270,000 طن من النفايات الصلبة في شتّى أرجاء قطاع غزة ، مما يزيد من خطر تسرب المواد الخطرة الناتجة من النفايات الصلبة إلى التربة وربما إلى طبقة المياه الجوفية التي تعتبر المصدر الرئيسي للمياه في غزة. كما تخلف الحرب طبقة جديدة من المواد الكيميائية السامة في تربة غزة، إضافة إلى تلك التي خلفتها الحروب العديدة السابقة. إن الأضرار التي لحقت بالبيئة الطبيعية في غزة جسيمة وطويلة الأمد، حيث تم إطلاق 281,000 طن من الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الأيام الستين الأولى من الحرب، وفقًا لتحليل أجراه باحثون بريطانيون وأمريكيون صدر في وقت سابق من هذا العام، وهو ما يعادل حرق ما لا يقل عن 150 ألف طن من الفحم.

على مدار السنوات السابقة عملنا كمؤسسات بيئية فلسطينية  بشكل شامل لتمكين المجتمعات من خلال تزويدها بالمعرفة والأدوات الأساسية للحياة المستدامة. لقد كرسنا جهودنا لتعزيز المعرفة البيئية وتعزيز المشاركة الفعالة، بهدف حماية بحرنا النابض بالحياة وبيئتنا الٌمورِقة والحفاظ عليها للأجيال القادمة. حالياً نتساءل، أي نوع من الاستدامة خلفتها هذه الحرب؟ وأي بيئة معيشية للأجيال القادمة؟!! 

في ظل أحلك الظروف وأكثرها حاجة، نرفع أصواتنا ونُحكِمُ خيوط تعاوننا كمؤسسات بيئية فلسطينية للمطالبة بوقف إطلاق النار الفوري، والعمل على تقييم الوضع البيئي واثار هذه الحرب على مكوناتها المختلفة، ووضع الاستراتيجيات الملائمة لإعادة ترميم النظام البيئي وندعو المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات فورية لمحاسبة إسرائيل على الجرائم البيئية الكارثية والقاتلة في غزة. عن موقع شبكة المنظمات البيئية الفلسطينية