الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands
النفايات في قطاع غزة تمثل جبلاً مرعباً ينمو يوماً بعد يوم , و أدت الحرب الى مزيد من الدمار و شلت إمكانية جمع هذه النفايات بسبب تدمير البنية التحتية الحيوية لجمع النفايات .
لم يسلم أي مكان في القطاع في هذه الحرب , فقط تم تدمير مركبات جمع النفايات و المرافق و مراكز معالجة النفايات الطبيعة الأمر الذي يجعل الأزمة تتصاعد و رعب الأضرار الناتجة عن هذه النفايات و خاصة الطبية منها يحوم حول كل من في القطاع .
وقد أدى ارتفاع كميات النفايات بصورة كبيرة إلى تهديد المناطق بأزمة بيئية وصحية خطِرة؛ فعلى سبيل المثال، تفاقمت في خان يونس مأساة النفايات الصلبة في الأشهر الأولى من الحرب، إذ ارتفعت الكميات من 250 طناً يومياً إلى 350 طناً يومياً بسبب حالات نزوح السكان من شمال القطاع، وهذا الارتفاع الهائل والضغط المتزايد للنفايات أثّر بصورة كبيرة في أداء الفِرَقِ المكلَّفة بجمعها في الجنوب، مع التهديدات المباشرة من القصف والاجتياح الإسرائيليَين، ونقْص الوقود، وتدمير الشوارع الذي أوقف حركة النقل، بالإضافة إلى تعرُّض سيارات جمع النفايات وحاوياتها للتلف والضرر، وهو ما جعل التعامل مع هذه الكميات الهائلة صعباً، فضلاً عن غياب إمكانات التخلص منها.
مع تراكم النفايات انتشرت القوارض و الحشرات , إذ أن تحلل هذه النفايات ينتج عنها غازات ضارة كغاز الميان و ثاني أكسيد الكربون الغازين الرئيسيين المسببين للاحتباس الحرارة و تلوث الهواء بالإضافة الى الروائح الكريهة الناتجة عنها .
الحل الوحيد المتاح أمام المسؤولين و البلديات هو حرق هذه النفايات و هذه كارثة أخرى , لما ينتح عنه كميات ضخمة من السموم المسرطنة و الغازات السامة , مثل غاز أول أكسيد الكربون و أكاسيد النيتروجين و الكربون التي تؤثر بشكل مباشر عن الجهاز التنفسي و خاصة لدى الأطفال و كبار السن .
قال المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك , خلال مؤتمر صحفي في شهر أيار الماضي أن 270 ألف طن من النفايات الصلبة تراكمت في قطاع غزة و هذا يخلق كارثة بيئية و صحية على حد سواء , و ان نظام جمع النفايات و تنظيمها قد تعرض الى أضرار بالتالي هناك صعوبة كبيرة للتخلص من هذه النفايات بطريقة سليمة و خاصة النفايات الطبية .
تشكّل النفايات إحدى المعضلات المرعبة في قطاع غزة، وباستمرار الحرب، تتفاقم، وسنرى آثارها جلية في سنوات عديدة قادمة.
No comments:
Post a Comment