الأشجار توفر فوائد تبريد متزايدة في أيام الصيف الأكثر حرارة للمدن المزدحمة.. العلاقة بين ارتفاع درجات الحرارة وكفاءة التبريد

 الأراضي المقدسة الخضراء /GHLands

مع استمرار توسع المناطق الحضرية، فإنها غالبًا ما تعاني من تأثير جزيرة الحرارة الحضرية، حيث تصبح المدن أكثر دفئًا بشكل ملحوظ من المناطق الريفية المحيطة بها، لطالما تم اقتراح الأشجار الحضرية كحل للتخفيف من هذا التأثير، وذلك بفضل قدرتها على توفير الظل وتبريد الهواء من خلال التبخر، ومع ذلك، ظلت فعالية آليات التبريد هذه، وخاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة، غير مؤكدة – حتى الآن.

تدرس دراسة نشرت في مجلة “التقدم في علوم الغلاف الجوي” في السابع من سبتمبر  العلاقة بين ارتفاع درجات الحرارة وكفاءة التبريد ــ والتي تعرف بأنها التأثير التبريدي الإضافي الناتج عن زيادة غطاء الأشجار بنسبة 1% ــ للأشجار الحضرية في 70 مدينة متقدمة اقتصاديا في جميع أنحاء الصين.

أجرى باحثون من جامعة نانجينغ دراسة كشفت أن الأشجار الحضرية توفر فوائد تبريد متزايدة في أيام الصيف الأكثر حرارة، مما يوفر حلاً واعداً لتأثير جزيرة الحرارة الحضرية المتنامية.

المساحات الخضراء في المدن

قام الفريق بفحص بيانات الأقمار الصناعية على مدى فترة 17 عامًا (2003-2019) لتقييم مدى استجابة كفاءة تبريد الأشجار الحضرية لارتفاع درجات الحرارة في الصيف. وأسفر البحث عن نتيجتين مهمتين:

• استجابة إيجابية لكفاءة التبريد: تظهر الأشجار الحضرية عمومًا كفاءة تبريد محسنة مع ارتفاع درجات الحرارة، وخاصة خلال أيام الصيف الأكثر حرارة، وتؤكد هذه الاستجابة الإيجابية على الدور الحاسم الذي يمكن أن تلعبه الأشجار الحضرية في التخفيف من مخاطر الحرارة الشديدة، والتي أصبحت أكثر تكرارًا بسبب الانحباس الحراري العالمي.
• التباين المكاني في استجابة كفاءة التبريد: تتباين استجابة كفاءة التبريد للأشجار الحضرية بشكل كبير عبر المدن المختلفة، متأثرة بعوامل مثل مستويات الغطاء الشجري والمناخ المحلي.
• والجدير بالذكر أن المدن ذات مستويات الغطاء الشجري المنخفضة أو تلك الواقعة في مناطق أكثر دفئًا ورطوبة تشهد استجابات أقوى لكفاءة التبريد، وهذا الاكتشاف مهم بشكل خاص للمدن في شمال غرب الصين، حيث تشكل الظروف القاحلة وشبه القاحلة، جنبًا إلى جنب مع معدلات الاحترار الأعلى، تحديات أكبر.
• وعلى الرغم من الاستجابة الإيجابية الشاملة لكفاءة التبريد، لاحظ الباحثون أيضًا أن الدراسات التي أجريت في أفريقيا والهند أفادت بأنه قد تكون هناك نقطة تحول في استجابة كفاءة التبريد لارتفاع درجات الحرارة، ومع تجاوز درجات الحرارة لنقطة التحول أو العتبة هذه، قد تغلق الأشجار ثغورها للحفاظ على المياه، مما يقلل بشكل كبير من كفاءتها في التبريد.

  

  إعادة الطبيعة إلى المدن

• وقال جون جي، المؤلف المشارك للدراسة: “هذا يؤكد الحاجة إلى نهج متعدد الأوجه للتخفيف من آثار الحرارة في المناطق الحضرية، خاصة وأن المدن تواجه موجات حر أكثر تواترا وشدة”.
• لذلك، يؤكد فريق البحث على الحاجة إلى توسيع نطاق تحليلهم خارج الصين للحصول على منظور عالمي حول كفاءة التبريد للأشجار الحضرية استجابة لارتفاع درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تهدف الدراسات المستقبلية إلى دمج فوائد التظليل للأشجار الحضرية، والتي لم يتم تضمينها في هذا التحليل الأولي بسبب التحديات في التحديد الكمي من خلال بيانات الأقمار الصناعية .
• وقال جي: “هدفنا النهائي هو فهم الآليات الأساسية التي تحرك كفاءة التبريد للأشجار الحضرية وتوفير رؤى يمكن أن تفيد قرارات السياسة بشأن استراتيجيات المرونة الحضرية في مواجهة تغير المناخ”.

  

  المدن الجديدة وفلسفة المسطحات الخضراء