اليوم العالمي للطيور المهاجرة 2024.. حماية الحشرات لحماية الطيور

 الأراضي المقدسة الخضراء /GHLands

الحاجة للحد من استخدام المبيدات والأسمدة والتحول إلى الزراعة العضوية والحفاظ على مناطق الغطاء النباتي الطبيعي

للمرة الأولى هذا العام، يسلط موضوع اليوم العالمي للطيور المهاجرة الضوء على أهمية الحشرات بالنسبة للطيور المهاجرة، ويدعو إلى مزيد من العمل لحماية أعداد الحشرات المتناقصة.
الحشرات هي مصادر حيوية للطاقة بالنسبة للعديد من أنواع الطيور خلال موسم التكاثر وهجرتها، وهي تؤثر بشكل كبير على توقيت ومدة ونجاح هجرة الطيور بشكل عام.

فقدان الحشرات له عواقب وخيمة على بقاء الطيور

فقدان واضطراب أعداد الحشرات في مواقع التكاثر وعلى طول مسارات هجرة الطيور يهدد بقاء الطيور ورفاهتها.
فالمناطق الطبيعية مثل الغابات والمراعي التي تحولت أو أصبحت معرضة للخطر بسبب الزراعة المكثفة أو التنمية الحضرية وتأثيراتها، مثل تلوث الضوء، يمكن أن تؤدي إلى انخفاض أعداد الحشرات.
كما أن المبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب المصممة لحماية المحاصيل تضر بالحشرات التي تعتمد عليها الطيور في غذائها.
ويمكن أن يؤدي ندرة الحشرات الغنية بالطاقة والبروتين إلى إعاقة هجرة الطيور وتكاثرها، وإضعاف الجهاز المناعي، وانخفاض النجاح الإنجابي، وزيادة معدلات الوفيات بين الطيور البالغة وصغارها.

تغير المناخ وموت الحشرات

كما يتسبب تغير المناخ والغزوات البيولوجية في موت الحشرات بسبب الجوع أو المرض أو الافتراس.
تسلط حملة اليوم العالمي للطيور المهاجرة في عام 2024 الضوء على الحاجة إلى اتخاذ تدابير استباقية لعكس هذا التراجع مثل الحد من استخدام المبيدات الحشرية والأسمدة وتشجيع الزراعة العضوية.
ويؤكد موضوع هذا العام “حماية الحشرات وحماية الطيور” على الدور الحاسم الذي تلعبه الحشرات في دورة حياة العديد من الطيور المهاجرة، ويلفت الانتباه إلى الانخفاض العالمي المثير للقلق في أعداد الحشرات.

معاهدة للتنوع البيولوجي

أعدت اتفاقية حفظ الأنواع المهاجرة من الحيوانات البرية – وهي معاهدة للتنوع البيولوجي تابعة للأمم المتحدة وأحد الشركاء الرئيسيين وراء حملة اليوم العالمي للطيور المهاجرة – أول دراسة من نوعها حول انحدار الحشرات وأهميتها بالنسبة للأنواع المهاجرة، والتي قدمتها في الدورة الرابعة عشرة لمؤتمر الأطراف (COP14) في سمرقند، أوزبكستان.
وجدت دراسة بعنوان ” انحدار الحشرات وتهديدها لمجموعات الحيوانات الحشرية المهاجرة ” أن انحدار الحشرات يساهم في خسارة أعداد العديد من الأنواع المهاجرة الحشرية (آكلة الحشرات)، وخاصة تلك التي تعتمد عليها كمصدر رئيسي للغذاء.
الحشرات ضرورية لبقاء الطيور المهاجرة في مختلف أنحاء العالم، بل وأيضاً الخفافيش والأسماك، وقد يخلف انحدار أعدادها أيضاً تأثيرات غير مباشرة من خلال تغيير وظائف النظم الإيكولوجية والموائل التي تعيش فيها ــ مثل تغيير الغطاء النباتي، الذي قد يقلل بدوره من الغطاء الذي يحيط بالأنواع التي تتكاثر على الأرض أو يوفر كميات أقل من الفاكهة الملقحة بواسطة الحشرات للطيور آكلة الفاكهة.

أسباب تدهور الحشرات ليست منفصلة

وقال الدكتور ديفيد أوت من معهد لايبنتز الألماني لتحليل تغير التنوع البيولوجي وأحد مؤلفي التقرير: “على الرغم من الاختلافات في الحجم عبر النظم البيئية والمناطق، فقد كشفت الأدلة العلمية أننا نواجه بلا شك انخفاضًا في أعداد الحشرات على نطاق عالمي، ويمكن قياس ذلك على سبيل المثال من خلال الخسائر في الكتلة الحيوية الإجمالية للحشرات أو ثراء الأنواع بمرور الوقت”.
وأضاف أوت: “للتعامل مع آثار تدهور الحشرات، نحتاج إلى فهم أن الأنواع هي جزء من مجتمعات معقدة ومترابطة، وأن التنوع البيولوجي ضروري لعمل النظم البيئية بشكل صحيح وتقديم الخدمات للبشر، كما أن أسباب تدهور الحشرات ليست منفصلة، بل هي مزيج من عدة عوامل مترابطة”.
تشير دراسة أجريت عام 2020 ونشرت في مجلة ساينس إلى أننا نخسر ما يقرب من 9% من تعداد الحشرات الأرضية في العالم كل عقد من الزمان. تعتمد الطيور المهاجرة آكلة الحشرات مثل السنونو والجوارح والطيور المائية على الحشرات ويرقاتها كمصدر غذائي أساسي أثناء هجراتها الطويلة في كثير من الأحيان، وفترات التكاثر، وعند إطعام صغارها.

وتؤكد حملة اليوم العالمي للطيور المهاجرة في عام 2024 على الحاجة إلى اتخاذ تدابير استباقية للحفاظ على البيئة.
وتشمل هذه التدابير الحد من استخدام المبيدات الحشرية والأسمدة، والتحول إلى الزراعة العضوية حيثما أمكن.
وتشمل التدابير الأخرى الحفاظ على مناطق الغطاء النباتي الطبيعي وربطها بالمناظر الطبيعية الزراعية التي توفر الغذاء والمأوى للطيور والأنواع الأخرى. عن المستقبل الأخضر