نحو بيئة نظيفة وجميلة

test

أحدث المقالات

Post Top Ad

Your Ad Spot

Sunday, October 6, 2024

الزراعة المنزلية في شمال قطاع غزة... أم فارس "فلاحة" للمرة الأولى

 الأراضي المقدسة الخضراء /GHLands



مشى خطوتين ولمس نبتة زرعها البارحة

خرج نسغ من يديه إلى عروقها

خرجت من عينيه أوراق إلى غصونها

وحين أراد العودة لم يبرح مكانه

كانت قدماه تحولتا جذوراً

وديع سعادة- شاعر لبناني


لم تضع يوماً زينب صالحة يدها في التراب، هي التي ما تزال صامدة مع أسرتها في جباليا، ما خطر لها يومًا أن تصبح مزارعة، بعد أن خيمّت المجاعة القاسية على شمال قطاع غزة.

قبل الحرب الإسرائيلية المندلعة منذ عام كامل، كانت حياة أم فارس "كما تُكنى"، تسير كبقية الناس، أثبتت جدارتها في مجال تصميم الأزياء النسائية، حيث كانت مدربة لطلبة معاهد تصميم الأزياء والخياطة، وقد حققت نجاحاً في عملها الذي كرّست وقتها وجهدها لأجله.

هذا العمل كان سندًا لها ولأولادها السبعة وتعليمهم الجامعي، حيث وقفت إلى جانب زوجها في سبيل توفير حياة كريمة وتأسيس أسرة متعلمة وسعيدة.

تقول لمراسلة "آفاق البيئة والتنمية": "انعدمت الخيارات، وأصبح لزاماً علي أن أفكر بطريقة مجدية حتى أوفرّ لأسرتي القليل قدر المستطاع بما يغطي جزءاً من حاجتنا في أيامنا الصعبة".

وتعترف: "صحيح أن معرفتي بالزراعة ما تزال بسيطة، حتى أني أحيانًا أشعر بالخجل، لكني فخورة بما قمت به، وأراها تجربة ناجحة".

أحفاد أم فارس فوق سطح المنزلأشتال البندورة

لا شيء في يد المرأة البالغة من العمر ( 55 عاماً) سوى النية والعزم، لكن حجمهما أكبر بكثير من قبضة يدها، ومهما تربصّت بها الصعاب لا يَفتران، فمع مطلع هذا العام وبمجرد أن ظهر شبح المجاعة والحرمان، سارعت أم فارس مع أولادها إلى نقل التربة من أرض مجاورة إلى سطح المنزل، مستعينة بعدد من الشباب، واشترت ما يلزم من تربة وسماد بنحو ألفي شيكل (نحو 560 دولاراً) كي تحصل على النتيجة المرجوة، مزرعة متواضعة تعكس إرادة صاحبتها، التي حايلت التعب في كل مرة انقضّ فيها عليها، من أجل أن تتناول عائلتها البندورة والجرجير والبقدونس والفلفل والجرادة والسلق وغيرها من الخضراوات.

وتوضح معنى النجاح حسب رأيها: "حمداً لله، بعد فترة طويلة من الجهد والمعاناة أثمر السلق والسبانخ، وحضرّت لأسرتي الفطائر الشهية، ومن الباذنجان صنعت "المكدوس"، وطهوت لهم منه، ومن الذرة أكلنا، ومن الفلفل صنعنا مأكولات لذيذة، وكذلك من البامية والكوسا والرجلة، ولولا البندورة ما أكلنا طبق السَلطة كثيراً، بينما يشتهيها معظم الناس".

الفلفل الأخضر الطازجأم فارس لا تبخل على الأحباء والجيران بما يجود به زرعها

من أجل عائلتي

كابدت أم فارس المشقة، والأهم شعورها بالخوف والرعب جراء ضراوة الحرب، وتكرار النزوح هنا وهناك تحت وابل الصواريخ، حاولت استنطاقها بالأسئلة، حيث لم تكن متباهية أو مهتمة بأن يُلقى الضوء عليها لأول مرة في الإعلام.

تخبرني بقولها: "نعيش المجهول كل يوم، لا نعرف في أي لحظة من الممكن أن نترك المنزل مجدداً عندما يشتد القصف ويقترب، في كل نزوح نلوذ بالفرار لا أعلم أي مصير ينتظرنا ولا ما سيحل بمزروعاتي التي أتركها خلفي، إلا أن الحاجة للغذاء، دفعتني للتحلي بالإرادة كي أواصل ما بدأت به، مقابل الحصول على الخضار اللازمة بدلاً من أن نصبح فريسة للجوع والمعلبات الضارة من بازلاء وفاصوليا ولانشون وحلاوة، إلى درجة أننا مرضنا بسبب تناولها".

وتوضح الدافع بلهجتها العامية: "الإنسان الذي يحب أسرته بذوب عشانهم زي الشمعة عشان ينور لهم"، وتزيد بالقول: "لقد فرضت المجاعة الطويلة علينا البحث في المستحيل، بعد انقطاع الخضرة في شمال قطاع غزة بسبب قصف المزارعين في أراضيهم، وما ترتب عليه من شح في الأسواق، لذا كنت وسأظل مصرّة على توفير الخضروات لأبنائي وأحفادي من عرق جبيننا". عن مجلة آفاق البيئة و التنمية 

No comments:

Post a Comment

بمشاركة دولة فلسطين: اجتماع الدورة الأولى للمجلس الوزاري لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر في السعودية

 الأراضي المقدسة الخضراء /GHLands شاركت دولة فلسطين ممثلة بسلطة جودة البيئة، اليوم الأربعاء، في الاجتماع الأول للمجلس الوزاري لمبادرة الشرق ...

Post Top Ad

Your Ad Spot

???????