نحو بيئة نظيفة وجميلة

test

أحدث المقالات

Post Top Ad

Your Ad Spot

Thursday, October 24, 2024

أعداؤه ثلاثة.. تحذيرات من ممارسات كارثية تمسّ بجودة الزيت

 الأراضي المقدسة الخضراء /GHLands




ادخل أي معصرة للزيتون وسترى مئات الأكياس البلاستيكية المتكدسة فوق بعضها البعض بانتظار دورها للعصر، ويمكنك أيضاً ملاحظة أن بعض الأكياس قد اتشح لونها بالسواد بسبب تسرب قطرات الزيت نتيجة الضغط على حبات الزيتون بداخلها.

وقد تشاهد بعض صناديق الزيتون البلاستيكية التي تسمح بتهوية المحصول، وأكياس مصنوعة من "الخيش". هذا المشهد يسيطر على غالبية المعاصر في رفح حتى جنين.

وحينما تسأل المزارعين في معصرة المزرعة الغربية قرب رام الله عن سبب تعبئة ثمار الزيتون بالأكياس البلاستيكية، يجيبونك باختصار: "هكذا تعودنا منذ عشرات السنوات. فما البديل؟".. إجابة تلخص إخفاق كل حملات التوعية التي نشطت في السنوات الأخيرة حول مضار أكياس البلاستيك على جودة الزيت.

قلة قليلة مَن حاولت إيجاد البدائل المتمثلة بأكياس "الفل" أو الصناديق البلاستيكية، خياران لا يتوفران بسهولة في السوق المحلية، وإن وجدا فإن تكلفتهما تُعد عالية مقارنة بالخيار الأكثر شيوعًا (أكياس البلاستيك)، التي يمكن الحصول عليها من محال المستلزمات الزراعية أو تلك التي كانت مُخصصّة لنقل الأعلاف والشعير.

القطف المبكر وصفة للخسارة

ليست طريقة نقل الزيتون من الحقول إلى المَعاصر وحدها التي تحدد جودة الزيت. فالحصول على زيت يبدأ من الحقل؛ ابتداء من طريقة وموعد القطف مرورًا بأساليب النقل، وصولًا إلى المعاصر، ومن ثم طريقة التخزين.

يقول م. رامز عبيد مدير دائرة الزيتون في وزارة الزراعة الفلسطينية إن تبكير موعد القطف وعدم التزام المزارعين بالمواعيد المعلنة من الوزارة يؤدي إلى نتائج كارثية على كمية ونوعية الزيت.

 وانتقد م.عبيد إقدام مزارعين على البدء بالقطف مع بدايات شهر تشرين الأول/ أكتوبر، قائلاً: "الوزارة حددت يوم 12 أكتوبر موعدًا رسمياً لبدء الموسم، ونضوج الزيتون يختلف من منطقة إلى أخرى، وكذلك داخل الحقل الواحد، لذلك على المزارع عدم القطف إلا بعد ظهور علامات النضج، المتمثلة ببدء تلون الثمر ووصوله إلى اللون الأسود الغامق، وأيضًا سهولة قطف وفصل الثمر عن الشجر".

القطف المبكر يلحق خسارة بالمزارع، خسارة في الإنتاج والجهد، كما أن نسبة سيل الزيت لا تتعدى 20 في المئة عند القطف المبكر، وتزيد إلى نسبة تتراوح بين 30 و33 في المئة عند القطف في أواخر أكتوبر، علاوة على أن الزيتون يكون غير ناضج ما يؤدي إلى الخسارة في الزيت، وأيضاً التسبب بإجهاد الشجر بسبب صعوبة فصل الثمار عن أمها، يقول عبيد.


حفظ الزيتون في أكياس قماشية آمن صحيا

مخاطر نقل الزيتون بالأكياس البلاستيكية

وبخصوص عملية النقل أشار عبيد إلى أن "أكياس النايلون ترفع درجة حرارة الزيتون إلى 50 درجة، ومعلوم أن الحرارة من أحد ألد الأعداء لهذه الثمرة، مشدداً: "دورنا أن نلزم أصحاب المعاصر بعدم استقبال أي محصول داخل أكياس بلاستيكية".

ويلفت عبيد إلى مسألة أخرى من شأنها التسبب بخسارة كميات من الزيت، وهي مرتبطة بالفاقد في المعاصر بسبب سوء إدارة عملية العصر والآلات القديمة. وتقدر قيمة الخسارة من الفاقد بسبب المعاصر بـ 50 مليون شيقل سنويًا، وتصل إلى 80 مليونًا في السنوات الماسية (سنوات الإنتاج الغزير).

ويذكر عبيد أن تعليمات فنية خاصة بعمل وتنظيم وتشغيل المعاصر بصدد تعميمها بعد عرضها على ديوان الفتوى والتشريع قبيل نشرها في الجريدة الرسمية.

ومن شأن النظام إجبار المعاصر تدريجياً على استبدال المعدات القديمة، خصوصًا أن بعض المعاصر تعمل بنفس الآلات منذ سبعينيات القرن الماضي.

التعليمات الجديدة المنتظرة، تشدد أيضاً على مسألة تخزين الزيت، بالتركيز على أهمية عدم استخدام الأوعية البلاستيكية في التخزين بسبب أضرارها الناتجة عن تفاعل مكونات الزيت مع هذه الأوعية المصنوعة من مواد رديئة مُعاد استخدامها لا تصلح لتخزين أي مواد غذائية، كما يوضح عبيد.


زيت الزيتون في الجالونات البلاستيكية خطر بسبب تسرب مواد كيميائية سامة إليه، فضلا عن كون الجالونات نافذة للضؤ الذي يتلف الزيت

في المعصرة.. يكرم الزيت أو يُهان

"للمعاصر حصة الأسد في جودة المنتج، إذ تكون مسؤولة بنسبة ( 30-35 في المئة) عن جودة الزيت

وفيها إما أن يكرم الزيت أو يهان".. يقول فياض فياض، مدير عام مجلس الزيت والزيتون الفلسطيني.

ويوضح أن الحصول على نسب حموضة أقل في الزيت يستدعي العناية الجيدة بالأرض، وأن يُقطف الزيتون بصورة مثالية بوضع مفارش تحت الشجرة، مع القطف اليدوي وبالأمشاط، وفصل الورق بصورة كاملة عن الثمر، إضافة إلى وضع الزيتون داخل صناديق بلاستيكية، وألا يزيد ارتفاع الزيتون عند تجميعه عن 20 سم.

وأردف فياض قائلاً:"30"% من جودة الزيت تعتمد على عملية العصر التي يجب أن تتم مباشرة بعد قطفه، عملاً بالمثل الشعبي (من الشجر إلى الحجر) وألا تزيد درجة حرارة المعصرة عن 27 درجة".

وتؤثر أيضاً في جودة الزيت طريقة تخزينه، الذي يجب أن يُخزَّن بعيداً عن الضوء والشمس والهواء، وأن تكون العبوة التي يُحفظ فيها مطلية من الخارج والداخل، مواصلاً حديثه: "هناك عودة للعبوات القديمة 'التنك'، وفي كل الأحوال العبوات البلاستيكية- الأكثر شيوعًا لتخزين الزيت- غير صحية ولها أثر كارثي على جودته".

والسبب تبعاً لفياض: "البلاستيك يتفاعل مع الزيت، ومن ثم تتحلل جزيئات من البلاستيك لا تُرى بالعين المجردة فيه ما يتسبب بأمراض خطيرة".

محذراً من أعداء زيت الزيتون الثلاثة: الضوء والحرارة والهواء، ما يعني أن أفضل الوسائل هو ما يضمن الابتعاد عن هذه المسببات.

 وينصح بالتالي: "الأواني المصنوعة من مادة (ستانلس ستيل) هي الأفضل، تليها العبوات الزجاجية المعتمة، ثم التنك الصفيح المجلفن، وسابقاً كان الفخار إلا أنه حالياً غير متوفر".


معصرة زيتون حديثة

15 ألف طن توقعات إنتاج الموسم الحالي

وبحسب توقعات وزارة الزراعة فإن كمية الإنتاج المتوقعة للموسم الحالي تصل إلى 15 ألف طن، وهي كمية تكفي حاجة الاستهلاك المحلي.

 وتحث الوزارة المستهلكين على شراء حاجتهم من الزيت بالتوجه إلى المعاصر لتفادي شراء المغشوش منه الذي يُرّوج في الأسواق المحلية.

 ويتراوح سعر كيلو الزيت هذا الموسم بين 26 و 32 شيكلاً، في حين يصل معدل استهلاك الفرد الفلسطيني من الزيت سنويا 3.5 كيلو، وهي نسبة قليلة مقارنة بدول يصل فيها معدل الاستهلاك 15 كيلو للفرد سنوياً، بحسب الوزارة.

ووفقا لمجلس الزيت والزيتون الفلسطيني يبلغ عدد المعاصر في الضفة الغربية وقطاع غزة 290 معصرة، منها 252 في الضفة و38 في القطاع.

 من بين هذه المعاصر توجد نحو 20 معصرة حديثة بعد عام 2014. ومن شأن الاهتمام بالتحول إلى المعاصر الحديثة تقليل نسب الفاقد بشكل تدريجي، إذ أن النسبة المسموح بها عالميًا هي 6%، ولكن متوسط الفاقد في فلسطين يقارب 12%، أي ضعف الرقم العالمي، بحسب المجلس.

وتفيد بيانات "جهاز الإحصاء الفلسطيني" بأن عدد أشجار الزيتون في الضفة الغربية وقطاع غزة يبلغ 11 مليوناً، 95 في المئة منها في الضفة الغربية، والنسبة المتبقية في قطاع غزة نظراً للفارق الكبير في المساحة بين الضفة والقطاع. وتنتشر أشجار الزيتون على أكثر من 50 في المئة من مساحة الأراضي المزروعة بالأشجار المثمرة، وفقاً للمصدر نفسه.


تم كتابة هذا المقال بواسطة الكاتب فراس الطويل  . نقلاً عن مجلة آفاق البيئة و التنمية 


No comments:

Post a Comment

الأمم المتحدة تحذر من تزايد عنف المستعمرين خلال موسم الزيتون بالضفة

 الأراضي المقدسة الخضراء /GHLands  قال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق، إن عنف المستعمرين الإسرائيليين تزايد خلال موسم قطف الزيتون ...

Post Top Ad

Your Ad Spot

???????