تغير المناخ يرسم مسارًا خطيرًا لأكبر الأسماك في العالم

 الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands

92% تداخل بين مسارات أسماك قرش الحوت وممرات الشحن.. أعدادها مستمرة في الانخفاض.. تقييد السرعات حل مثالي

– في كل سيناريو مناخي مستقبلي يرتفع خطر الاصطدامات المميتة.. خطر التعرض للضرب من سفن الشحن الضخمة يتصاعد

ارتفاع درجة حرارة المحيطات يضع عملاقين بحريين على مسار تصادمي، وحتى بحجم حافلة مدرسية، فإن أسماك القرش الحوتية ـ أكبر الأسماك في العالم ـ لا تضاهي سفن الشحن في ممرات الشحن المزدحمة: فعندما تصطدم الاثنتان، تخسر أسماك القرش دائما.

ولسوء الحظ، فإن تغير المناخ سيجعل المواجهات المميتة أكثر شيوعا، وفقا لدراسة جديدة .

عالم الأحياء البحرية مارك إردمان من منظمة الحفاظ الدولية، وهو أحد المشاركين في الدراسة يقول: “إن خطر تعرض أسماك قرش الحوت للضرب من هذه السفن الضخمة قد يزيد بشكل كبير إذا استمر استخدام الوقود الأحفوري بشكل مفرط- مما يؤدي إلى تغير المناخ وجعل محيطاتنا أكثر سخونة من أي وقت مضى”، “نحن نعلم بالفعل أن هذه الاصطدامات من المرجح أن تكون وراء وفاة العديد من أسماك قرش الحوت – هذه النتائج الجديدة مثيرة للقلق تمامًا لمستقبل هذا النوع”.

استخدم الباحثون بيانات الأقمار الصناعية لتتبع 348 سمكة قرش حوت على مدى 15 عامًا.

ثم قاموا بمقارنة تحركات أسماك القرش بنماذج المناخ العالمية وطرق الشحن للتنبؤ بما إذا كان بحث العمالقة اللطيفين عن مياه أكثر برودة سيؤدي إلى المزيد من الاصطدامات أم أقل.

خطر الاصطدامات المميتة

وتوصلت الدراسة التي نشرت في مجلة “نيتشر كلايمت تشينج” إلى أنه في كل سيناريو مناخي مستقبلي، يرتفع خطر الاصطدامات المميتة: وإذا استمرت انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الارتفاع دون هوادة، فقد يزيد هذا الخطر بنسبة تصل إلى 43% بحلول عام 2100.

تعد أسماك قرش الحوت من بين الأنواع البحرية الأكثر عرضة لتغير المناخ.

توجد حاليًا في المياه الاستوائية والمعتدلة، ولكن من المتوقع أن يتحول نطاقها حتى 1000 كيلومتر (621 ميلاً) نحو القطبين الشمالي والجنوبي أثناء بحثها عن مياه أكثر برودة. حددت الدراسة المناطق الساحلية بالقرب من غرب الولايات المتحدة وسيراليون وبحر الصين الشرقي كنقاط ساخنة للتصادم في المستقبل، حيث من المرجح أن تهاجر أسماك قرش الحوت إلى تلك المياه – والتي تعد أيضًا من أكثر طرق الشحن ازدحامًا في العالم.

وتقدم نتائج الدراسة رؤى أخرى حول أسماك القرش الحوتية، التي عانت أعدادها من التدهور في العقود الأخيرة.

وقال إردمان، إن النتائج تساعد العلماء على فهم الأسباب وراء تراجع أعدادها – وما قد يحمله المستقبل لهذه الأنواع المهددة بالانقراض. عن المستقبل الأخضر