الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands
كشفت نتائج دراسة نشرتها مجلة ساينس، أن جزءًا كبيرًا من ألتنوع البيولوجي على الأرض يواجه الانقراض بحلول نهاية القرن إذا استمرت انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري الحالية دون رادع.
وتسلط الدراسة، التي استعرضت أكثر من 450 ورقة بحثية تمتد على مدار 30 عامًا، الضوء على التهديد المتصاعد الذي يشكله تغير المناخ على الأنواع العالمية، وخاصة البرمائيات وتلك الموجودة في النظم البيئية الجبلية والجزر والمياه العذبة، ويلفت التحليل الانتباه إلى الحاجة الملحة إلى جهود الحفاظ المستهدفة واتخاذ إجراءات مناخية أكثر صرامة.
ووجدت الدراسة أنه إذا ارتفعت درجات الحرارة العالمية بمقدار 1.5 درجة مئوية (2.7
درجة فهرنهايت) عن متوسط درجة الحرارة قبل الثورة الصناعية، ما يتجاوز هدف اتفاقية
باريس، فإن الانقراض سيتسارع بشكل كبير، خاصة بالنسبة للبرمائيات، والأنواع الحية في
الأنظمة البيئية الجبلية والجزرية والمائية العذبة.
وقد ارتفعت درجة حرارة الأرض بالفعل بنحو 1 درجة مئوية (1.8 درجة فهرنهايت) منذ الثورة
الصناعية.
وأثّرت التغيُّرات المناخية على درجات الحرارة وأنماط الأمطار، وبالتالي تغيير المواطن وتفاعلات
الأنواع. على سبيل المثال، تسببت درجات الحرارة الأكثر دفئاً في عدم تطابق هجرة الفراشة
الملكية مع ازدهار النباتات التي تلقحها. والعديد من الحيوانات والنباتات تتحرك إلى خطوط
العرض أو الارتفاعات الأعلى لمتابعة درجات حرارة أكثر ملاءمة.
وفي حين أن بعض الأنواع الحية قد تتكيّف أو تهاجر استجابة للتغيُّرات البيئية، فإن البعض الآخر
لا يمكنه البقاء على قيد الحياة بسبب هذه التغيُّرات البيئية الجذرية، ما يؤدي إلى انخفاض في
أعدادها وأحيانا انقراضها.
وقد توقعت التقييمات العالمية زيادة في مخاطر الانقراض لأكثر من مليون نوع، ولكن العلماء لم
يفهموا بشكل واضح كيفية ارتباط هذه المخاطر المتزايدة بتغيُّر المناخ.
ًوحللت الدراسة الجديدة، التي نُشرت في 5 كانون الأول (ديسمبر) في مجلة ساينس، أكثر من 30
عاما من أبحاث التنوُّع البيولوجي وتغيُّر المناخ، شملت أكثر من 450 دراسة لأنواع حية
معروفة.
وإذا تم إدارة انبعاثات غازات الدفيئة وفقاً لاتفاقية باريس، فإن ما يقارب 1 من كل 50 نوعاً حياً
على مستوى العالم (أي نحو 180 ألف نوع) سيكون مهدداً بالانقراض بحلول عام 2100.
وعندما يتم رفع درجة حرارة النموذج المناخي إلى 2.7 درجة مئوية، وهو المتوقع بموجب
التزامات الانبعاثات الدولية الحالية، فإن 1 من كل 20 نوعاً سيكون مهدداً بالانقراض حول العالم.
وتزداد أعداد الأنواع الحية المهددة بالانقراض بشكل حاد عندما تتجاوز درجة الحرارة هذا الحد،
حيث ستكون 14.9 في المئة من الأنواع الحية مهددة بالانقراض في حالة ارتفاع درجة الحرارة
بمقدار 4.3 درجة مئوية، وهو سيناريو يفترض الانبعاثات العالية لغازات الدفيئة.
وبموجب سيناريو ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 5.4 درجة مئوية، وهو تقدير مرتفع، ولكن ممكن
مع الاتجاهات الحالية للانبعاثات، سيكون 29.7 في المئة من جميع الأنواع الحية مهددة
بالانقراض.
وقال مارك أوربان، عالم الأحياء في جامعة كونيتيكت وأحد مؤلفي الدراسة، لموقع" لايف
ساينس: "إذا حافظنا على الاحترار العالمي أقل من 1.5 درجة مئوية، وفقاً لاتفاقية باريس، فإن
خطر الانقراض من اليوم إلى 1.5 درجة مئوية ليس زيادة كبيرة". ولكن ارتفاع درجة الحرارة
إلى 2.7 درجة مئوية، يسرع المسار.
وتواجه الأنواع الحية في أميركا الجنوبية وأوستراليا ونيوزيلندا أكبر التهديدات. وتعدّ البرمائيات
الأكثر تهديداً لأن دورة حياتها تعتمد بشكل كبير على الطقس، وهي حساسة جداً لتغيّر أنماط
الأمطار والجفاف، حسبما أضاف أوربان. كما أن الأنظمة البيئية الجبلية والجزرية والمائية العذبة
تحتوي على أكثر الأنواع الحية المهددة. ومن المحتمل أن هذه البيئات المعزولة محاطة بمواطن
غير صالحة للأنواع الحية، ما يجعل من الصعب أو المستحيل عليها الهجرة إلى مناطق مناخية
أكثر ملاءمة.
No comments:
Post a Comment