الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands
أطلق مركز التعليم البيئي/ الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، تحت رعاية المطران د. سني إبراهيم عازر، بالتعاون مع اللجنة الوطنية للاتحاد الدولي لصون الطبيعة، مؤتمر التنوع الحيوي في فلسطين: التحديات والأولويات والفرص، في بيت ساحور.
وشارك في تدشين المؤتمر ممثلو مؤسسات رسمية وأهلية وشعبية وكنسية وشرطية وجامعات ومدارس ومعلمون وطلبة من مختلف المحافظات.
وقال عازر: إن التحديات التي تقف حجر عثرة في طريق تنوعنا الحيوي كثيرة، وكلها من صنع الإنسان، الذي لا يرعى خليقة الله، ونتذكر كل يوم أن الأولويات الواجب علينا أن نفعلها كثيرة لكنها أيضًا تبدأ من الإنسان ولا تكتمل إلا به وبإرادته للخير، ونؤكد أن الفرص أيضًا يبتكرها ويصر عليها ويبادر إليها الإنسان.
وأضاف أن الكنيسة الإنجيلية اللوثرية، وعبر مركز التعليم البيئي، تواصلان منذ أكثر من 38 عامًا حراسة العمل البيئي، والحرص على التنوع الحيوي، وغرس الأمل ليس فقط في التراب بل في نفوس الأطفال والشباب.
وتمنى البدء بخطوات ملموسة لحماية تنوعنا الحيوي، في وقت حرج لا تسكت فيه أصوات المدافع، وتتعالى صرخات الضحايا في الأراضي المقدسة.
يوم تطوّع فلسطيني
وأطلق عازر مبادرة إعلان 30 كانون الأول يومًا للتطوع الفلسطيني لتكريسه كل عام لحماية التنوع الحيوي بغرس الأشجار الأصلية وتكثيرها، وحماية الأصناف المهددة، وتنظيم حملات تطوعية لتنظيف المحميات الطبيعية والحقول من النفايات.
بينما أشار وكيل وزارة الزراعة، بدر الحوامدة، إلى أن الإبادة البيئية والجماعية للإنسان والأرض تترك جرحًا عميقًا في وجدان كل إنسان فلسطيني وحر.
وأوضح أن المؤتمر يأتي في وقت تواجه البيئة الفلسطينية تحديات كبيرة على كافة المستويات، إذ يشهد التنوع الحيوي تراجعًا غير مسبوق بفعل التغيرات المناخية والأنظمة البشرية غير المستدامة.
وقال الحوامدة أن التنوع الحيوي يشكل جزءًا أصيلًا من تاريخ فلسطين وتراثها الطبيعي والثقافي، وتمتاز بغناها الكبير بأنواع النباتات والحيوانات، ومنها الأصناف المحلية النادرة والمهددة بالانقراض.
فرصة لأولويات وطنية
وبين أن الوزارة وسلطة جودة البيئة والشركاء يعملون لتعزيز الحماية المستدامة للتنوع الحيوي والتراث الطبيعي عبر إستراتيجيات وقوانين وحملات تشجير سنوية وغيرها.
وأكد الحوامدة أن المؤتمر يعتبر فرصة لتحديد الأولويات الوطنية، التي تضمن حماية التنوع الحيوي وتحويل هذه التحديات إلى فرص مستدامة تخدم البيئة والتنمية.
فيما ثمن ممثل سلطة جودة البيئة ومدير مكتبها في بيت لحم، طالب حميد، دور "الكنيسة اللوثرية" و"التعليم البيئي" في رفع الوعي البيئي للمجتمع الفلسطيني، عبر مؤتمرات وفعاليات ومبادرات، أخرها مبادرة المطران عازر بغرس أشجار أصيلة بأسماء أطفال غزة الشهداء.
وأوضح أن الاحتلال يسعى إلى تدمير الموروث الطبيعي والثقافي الفلسطيني وتزويره وإعادة تشكيله وتحويره لخدمة مشاريعه الاستعمارية.
3% تنوع عالمي
وقال حميد أن فلسطين تتمتع بأقاليم متنوعة، وتتواجد فيها تراكيب وأنواع تربة شكل أساسًا لتوطن 3% من التنوع الحيوي العالمي، وتصل نسبة النباتات المتوطنة فيها 5% أي نحو 2076 نوعًا من النباتات، وبذلك تعتبر فلسطين واحدة من 25 منطقة تعرف حاليًا ببؤر تنوع حيوي ساخنة عالميًا.
وذكر بأن الاحتلال يُمعن في الاعتداء على المحميات الطبيعية من خلال مصادرتها والإعلان عنها محميات إسرائيلية خلافًا للقانون الدولي والإنساني، آخرها إعلان محميات طبيعية في الأغوار الشمالية ونابلس والبحر الميت.
واختتم بالإشارة إلى اعتماد الشبكة الوطنية للمحميات الطبيعية عام 2024، والتي تحتوي على 27 محمية في الضفة الغربية ومحمية وادي غزة.
مسح شامل وميثاق
بينما أكد المدير التنفيذي لمركز التعليم البيئي، سيمون عوض، أن المؤتمر استكمال لمؤتمر أريحا حول العدالة البيئية لفلسطين، وامتداد للقاء أول أمس في رام الله الحواري الذي ناقش دور الأديان في وقف الإبادة البيئة والحث على الانحياز للبيئة في الأزمات كلها.
وأضاف بأن التنوع الحيوي في فلسطين بحاجة إلى دراسة مكثفة خاصة أن التقارير الوطنية للتنوع الحيوي تشير إلى وجود آلاف من الأنواع، لكن لم يجر تسجيل غير عدد قليل منها.
وأطلق نداءً للباحثين وطلبة المدارس للانخراط في البحث العلمي واستكشاف فلسطين بجمالها وتنوعها الزاخر وتسجيل أنواع جديدة تسهم في بناء قائمة موحدة للكائنات الحية في فلسطين.
وأشار عوض إلى جهود المركز خلال 38 عامًا لرفع مستوى الوعي البيئي، وبناء القدرات، والأبحاث الميدانية والعلمية، إذ ساهم في أبحاث علمية وأوراق شقت طريقها إلى مجلات دولية محكمة، عدا عن نشرات توعوية وأوراق حقائق، كما توج المركز جهوده بإصدار قوائم للتنوع الحيوي خاصة للطيور، بعد أربعة وعشرين عامًا من البحث.
وحث على توحيد الجهود وصولًا إلى تنفيذ مسح شامل للتنوع الحيوي، يراعي ترميم ما تم تدميره من موائل بيئية ومحميات في غزة المثخنة بوجعها، وليس ببعيد عما يجري في الضفة الغربية من عدوان على المحميات الطبيعية.
ودعا عوض لإعلان وثيقة لحماية التنوع الحيوي تشمل تعهدات مؤسساتية بحثية وتربوية وقانونية ورسمية وشبابية وإعلامية، والتوقيع عليها.
واختتم بأن المؤتمر ونقاشاته وتوصياته ستكون جزءًا مهما من خطة يجري بناء ملامحها مع اللجنة الوطنية لـ IUCN ، وسيطلق خطة عملية لتتفيد مبادرتي المطران عازر، لغرس أشجار أصيلة تحمل أسماء أطفال غزة الشهداء وإعلان 30 كانون الأول يوم التطوع الفلسطيني.
طاقة إيجابية
وقال مدير عام الإعلام والعلاقات العامة في محافظ بيت لحم، لؤي زعول إن المؤتمر يشكل طاقة إيجابية ودعوة إلى العمل، بالرغم ما تتعرض له غزة والضفة الغربية من عدوان.
وشدد على أن منطلقات العمل لمؤسساتنا محكومة بحرمة الدم الفلسطيني، وسيادة القانون واستقلال القرار الوطني.
وأعرب زعول عن أمله في تنفيذ توصيات المؤتمر، وبخاصة أن محافظة بيت لحم تحتضن فعاليات ومؤتمرات بيئية يرعاها مركز التعليم البيئي منذ 38 عامًا.
أوراق وتجارب
وشهد اليوم الأول نقاشات حول توظيف الدين في حماية التنوع الحيوي، قدمها من الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، القس أشرف طنوس، ومفتي محافظة بيت بيت لحم، الشيخ عبد المجيد عمارنة.
وتضمنت الجلسة الثانية مناقشة التعليمات القانونية لحماية التنوع الحيوي سردها الخبير في الدائرة القانونية لسلطة جودة البيئة، د. وليد فقها، ودور شرطة السياحة والآثار في حماية التنوع الحيوي من رئيس قسم الأمن البيئي في الإدارة العامة لشرطة السياحة وآثار، العميد منتصر التميمي، ومدير فرع السياحة في محافظة بيت لحم، المقدم نادر إبراهيم.
وعرضت الجلسة الثالثة قائمة طيور فلسطين وخلاصات تجاربها، قدمه المدير التنفيذي لمركز التعليم البيئي، أ. سيمون عوض، والتنوع الحيوي في فلسطين: المهددات وطرق الحماية من د. سلام أبو زيتون، الباحثة في مركز أبحاث التنوع الحيوي والبيئة (بيرك)، محطات تحجيل الطيور ومراقبتها والحديقة النباتية شرحها المشرف العام على محطات تحجيل الطيور ومراقبتها في مركز التعليم البيئي، ميشيل فرهود.
وسلطت الجلسة الرابعة واقع التنوع الحيوي في المناهج المدرسية بأوراق مدير عام المباحث العلمية في وزارة التربية والتعليم العالي، د. إيهاب شكري، ودور الإعلام البيئي في حماية التنوع الحيوي: تجارب وتحقيقات استقصائية عرضها من مجلة آفاق البيئة والتنمية، ومحرر ومشرف تحقيقات في شبكة (أريج)، فراس الطويل.
وسيتواصل المؤتمر غدًا بمناقشة حملات غرس الأشجار السنوية لوزارة الزراعة وموقع الأنواع الأصيلة منها سيعرضها مدير دائرة التغير المناخي م. أحمد صافي، والتنوع الحيوي في المخطط الوطني المكاني ستقدمه مديرة المخطط الوطني المكاني ومديرة التخطيط الإقليمي والمكاني في وزارة الحكم المحلي، د. نجوى قنزوعة، وبنوك البذور ودورها في حماية التنوع الحيوي سيسلط الضوء عليها، مدير بنك البذور في اتحاد لجان العمل الزراعي، م. محمد عويضات، وتعديات الاحتلال على التنوع الحيوي سيعرضه مدير دائرة التنوع الحيوي في سلطة جودة البيئة، أ. عماد البابا، والاستعمار الرعوي وتداعياته على التنوع الحيوي للمهندسة صابرين حسني لمركز أبحاث الأراضي، والتحديات التي تواجه المحميات الطبيعية سيعرضها مدير وحدة نظم المعلومات الجغرافية في معهد الأبحاث التطبيقية-القدس (أريج)، م. عيسى زبون، وأهمية النحل في التنوع الحيوي لمدير دائرة مكافحة الآفات الزراعة في زراعة بيت لحم، سيقدمها د. محمد القرنة، والسمامة الشائعة والمحافظة عليها للباحث في مركز التعليم البيئي، أ. رياض أبو سعدى ، ودور "النيماتودا" في المكافحة الحيوية للمشرفة التربوية في مركز التعليم البيئي، أ. أماني اسحق، والبومة البيضاء ودورها في المكافحة الحيوية لمدير جمعية فلسطين للبيئة، أ. سائد الشوملي.
وسينتهي المؤتمر بإعلان مجموعات لبناء خطة عمل تشاركية نحو مسح وطني شامل للتنوع الحيوي، وفعاليات وبرامج وأنشطة لحماية التنوع الحيوي.
No comments:
Post a Comment