الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands
نقلاً عن وكالة وفا الإخبارية
أصدرت سلطة جودة البيئة ورقة حقائق حول موقع وادي المخرور الطبيعي، ببيت لحم، الذي أعلنت حكومة الاحتلال الإسرائيلي في منتصف أغسطس/ آب الماضي، إقامة مستعمرة جديدة تسمى "ناحل حاليتز" فيه، بهدف ربط الكتلة الاستعمارية المسماة "غوش عتصيون" بين بيت لحم والخليل بمدينة القدس.
الموقع الجغرافي
يقع وادي المخرور بين مدينتي القدس وبيت لحم، وبالتحديد جنوب مدينة القدس إلى الغرب من بيت لحم بالقرب من بلدة بيت جالا، يمتد من وادي الولجة ودير كريمزان جنوب القدس وتدخل في مياه المخرور نفسها (بين بيت جالا والخضر والولجة) لتصريفها إلى بتير ثم وديان حوسان ونحالين. وهو بارتفاع 900 متر فوق سطح البحر.
التسمية
سُمِّي الوادي بالمخرور نتيجة خر المياه من منطقة العين الجبلية إليه، كما يسميه أهالي المنطقة بالجنة أو (جنة بيت لحم) لوفرة المياه والمساحات الخضراء الشاسعة فيها.
الأهمية البيئية
يعد الوادي ذا قيمة طبيعية وثقافية هامة وواجهة سياحية، ويحتوي على مسار طبيعي بيئي يعد من أهم المسارات في فلسطين. ويتميز بوجود المناظر الطبيعية مثل ينابيع المياه العذبة والجبال والمغارات والتنوع الحيوي النباتي والحيواني.
كما يحتوي على المدرجات الزراعية/ المساطب التي تميز الزراعة الفلسطينية التقليدية ومدرجات حجرية، على سفوح التلال، ويعد محورا أساسيًا في نشر الوعي والتثقيف البيئي للحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية.
وتوجد في الوادي عدة ينابيع ضمن نظام الوادي، سمحت بتوطين أجدادنا الكنعانيين في قرى بتير، وحوسان، والخضر، والولجة، حيث تحوي أراضيها بقايا أبنية وبرك وأقواس حجرية تحمل قنوات كانت تنقل مياه الينابيع إلى برك تحفظها ليستفيد منها المزارعون في ري أراضيهم.
التنوع الحيوي
يُعتبر الوادي من المناطق القليلة التي تحتوي على الأشجار القديمة، وملاذا هاما للطيور المقيمة والمهاجرة، ما يجعله أحد المناطق الهامة التي تساهم في تحقيق التوازن البيئي الفلسطيني.
كما يشتهر بوجود بعض أنواع الطيور مثل البوم النساري، والعويسق، ونسر الثعابين، وعصفور الشمس الفلسطيني، والحجل، وصياد السمك أبيض الصدر، والهدهد، والشحرور، والشقراق الأوروبي.
كما تحتوي المنطقة على العديد من الحيوانات البرية مثل الغزال الجبلي الفلسطيني، والنيص الهندي المتوج، وغريرة العسل، والوبر الصخري والخلد، إضافة إلى وجود العديد من النباتات البرية مثل الطيون، والسويد، والخروب، والبلوط، والملول، والسريس، والصنوبر الحلبي، وجزر بري، وعكوب، وهليون بري.
الأهمية الثقافية والتاريخية
يقع الوادي ضمن المشهد الثقافي لمدرجات جنوب القدس التي تبدأ من وادي المخرور باتجاه قرية حوسان وتحيط بقرية بتير، إذ تعتبر هذه المدرجات جزءا من المشهد الثقافي لمرتفعات فلسطين الوسطى الممتدة من نابلس في الشمال إلى الخليل في الجنوب.
ويعد الوادي رمزا للهوية الوطنية والثقافية والتراثية، ومزيجا من التاريخ والطبيعة والزراعة التقليدية والتحديات البيئية والسياسية التي تميز المنطقة بأكملها، حيث يتضمن المنظر الطبيعي سلسلة أودية زراعية ومدرجات حجرية عمرها مئات السنين تعود للفترة الرومانية والكنعانية.
يقام في المنطقة، مهرجان ثقافي سَنوي لِتوجيه نظر المجتمع المحلي والدولي للتضامن مع سكان ومزارعي الوادي الذين يُواجهون خطر التَّهجير الممنهج والقوانين المجحفة التي تَهدف لِتغيُّر هوية المنطقة.
ويعتبر الوادي، كنزا وطنيا وعالميا ومنطقة تراث عالمي مسجل ومصنف لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) عام 2014 تحت عنوان "فلسطين أرض الزيتون والعنب-المشهد الثقافي لمنطقة جنوب القدس"
المهددات المتواصلة
يواجه الوادي كالعديد من المناطق الطبيعية الفلسطينية خطر توسيع المستعمرات الإسرائيلية وجدار الفصل والتوسع العنصري وشق الطرق على حساب المناطق الطبيعية والزراعية.
التطورات الأخيرة
في عام 2019، قام المستعمرون بالاستيلاء على أراضي الوادي وإقامة بؤرة استيطانية عليها، وفي ظل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، منذ السابع من تشرين الأول/ اكتوبر 2023، تم الإعلان عن قرار بناء مستعمرة جديدة في الوادي ضمن سلسلة من المستعمرات التي أُعلن عن بنائها في مناطق مختلفة في المحافظات الشمالية (الضفة الغربية) .
خطة مواجهة الضم
وفي هذا السياق عملت سلطة جودة البيئة بالتنسيق مع الشركاء من المؤسسات العاملة في مجال البيئة، على تسيير عدد من المسارات البيئية والطبيعية في مختلف أنحاء المحافظات الشمالية، بما فيها منطقة المخرور وبتير، ضمن خطة مواجهة قرارات الضم والاستيلاء التي تسعى دولة الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذها على أرضنا.
No comments:
Post a Comment