الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands
توصلت دراسة أجرتها هيئة الصحة العامة الفرنسية إلى أن إعادة تشجير المدن وتشجيع المشي وركوب الدراجات يمكن أن ينقذ مئات الأرواح كل عام.
وأجرت هيئة الصحة العامة الفرنسية الدراسة التي استغرقت ثلاث سنوات في ليل وروان ومونبلييه.
واستخدمت الدراسة بيانات محلية ووطنية من عام 2015 إلى عام 2019، لكنها لم تأخذ في الاعتبار سنوات جائحة كوفيد-19، التي اعتبرت “غير نمطية”.
إن التأثير السلبي للحياة في المدينة على الصحة – بما في ذلك العوامل التي تشمل التعرض للحرارة وتلوث الهواء والضوضاء – موثق جيدًا، ولكن لا يُعرف الكثير عن فوائد زيادة المساحات الخضراء ووسائل النقل النشطة.
وأكد التقرير، أن سياسات تخطيط المدن لها أهمية قصوى في توفير الفوائد الصحية للمواطنين.
تجنب “ما بين 80 إلى 300 حالة وفاة سنويا”
وقالت ميلينا لو باربييه، نائبة مدير إدارة الصحة والبيئة والعمل في وكالة الصحة العامة، إن التشجير الحضري “يمكن أن ينقذ العديد من الأرواح”.
توصل باحثون إلى أنه من الممكن تجنب “ما بين 80 إلى 300 حالة وفاة سنويا” بفضل “زيادة الغطاء النباتي في المدن اعتمادا على الموقع”.
وفيما يتعلق بتلوث الهواء، قدرت الوكالة أن الوصول إلى المستويات التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية للجسيمات الدقيقة يمكن أن يمنع ما بين 300 إلى 1000 حالة وفاة سنويا.
التلوث الضوضائي
أما بالنسبة للتنقل النشط، فقد أظهر التقرير أنه من الممكن منع 3.4% من الوفيات إذا “زاد كل مقيم من وقت المشي بمقدار 10 دقائق يوميا”.
وتقول ماتيلد باسكال، التي تقود المشاريع العلمية في مديرية صحة بيئة العمل في الصحة العامة الفرنسية، إن الفوائد المرتبطة بركوب الدراجات “أكبر من الفوائد المرتبطة بالمشي”.
“إذا قام كل مقيم يبلغ من العمر 30 عامًا أو أكثر بقيادة الدراجة لمدة 10 دقائق إضافية كل يوم من أيام الأسبوع، فمن الممكن إنقاذ ما بين 200 إلى 600 حياة.”
ومن بين النتائج الأخرى التي توصلت إليها الدراسة هي فوائد الحد من التلوث الضوضائي .
ومن خلال احترام مستويات الضوضاء التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية، فإن جودة النوم من شأنها أن تتحسن بشكل كبير بالنسبة لعدة آلاف من الأشخاص سنويا، وتجنب 20 إلى 90 حالة دخول إلى المستشفى سنويا بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية.
وتأمل هيئة الصحة العامة أن تساعد في توجيه عملية صنع السياسات من قبل السلطات المحلية في المستقبل، وجعل عملية صنع القرار أكثر ديمقراطية.
تحسين حياة الجميع
وفي المدن الثلاث التي شاركت في الدراسة، “هناك خطط عمل جارية أو تم التصويت عليها بالفعل لتعديل تخطيط المدينة وزيادة المساحات الخضراء أو التنقل، وهذه النتائج توضح الاهتمام بهذه العملية”، كما قال لوبربييه.
وبشكل عام، فإن أي عمل كبير أو صغير في مكافحة تغير المناخ والحفاظ على التنوع البيولوجي، يمكن أن يساهم في تحسين حياة الجميع، بحسب الوكالة.
وفي الختام، أكدت الدراسة على أهمية تصميم المساحات الحضرية المستقبلية مع مراعاة الفوائد الصحية، فضلاً عن استخدام التقييم الكمي بشكل أفضل لقياس الأثر الإيجابي للعوامل الرئيسية مثل المساحات الخضراء ووسائل النقل البديلة . عن موقع المستقبل الأخضر
No comments:
Post a Comment