الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands
تمكنت دراسة علمية جديدة من جمعية الحفاظ على الحياة البرية (WCS) من رسم خرائط للشعاب المرجانية في جميع أنحاء غرب المحيط الهندي، وكشفت عن جيوب غير متوقعة من القدرة على التكيف مع المناخ والتي يمكن أن تقدم الأمل لجهود الحفاظ في المنطقة.
من خلال الجمع بين نماذج الذكاء الاصطناعي وبيانات من 1000 دراسة ميدانية، حدد الباحثون الشعاب المرجانية التي قد تصمد أمام تغير المناخ بشكل أفضل مما كان يخشى في السابق، مما يفتح أبوابًا جديدة لحماية النظم البيئية الأكثر ثراءً بالتنوع البيولوجي في المحيط .
قال الدكتور تيم ماكلاناهان، مدير العلوم في برنامج الحياة البحرية العالمي في جمعية الحفاظ على الحياة البرية: “كانت النماذج السابقة غير دقيقة واعتمدت غالبًا على عدد قليل من متغيرات درجات الحرارة، يستفيد نموذجنا من القدرة الكاملة لرسم الخرائط البيئية العالمية والتعلم الآلي، مما يخلق إمكانيات جديدة للعثور على الشعاب المرجانية المرنة التي تحتاج إلى الحماية”.
نظرة أكثر تفصيلاً وتنوعًا للشعاب المرجانية
ومن خلال النظر في العديد من المتغيرات البيئية على نطاق صغير، ينتج النموذج الجديد نظرة أكثر تفصيلاً وتنوعًا للشعاب المرجانية، مما يتحدى التوقعات الأكثر شدة من النماذج السابقة، بما في ذلك تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ لعام 2023.
وفي ظل عتبة ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية، من المتوقع أن تشهد 70% من الشعاب المرجانية انخفاضات متواضعة فقط (أقل من 5%) في الغطاء المرجاني وتنوع الأنواع بحلول عام 2050.
ولكن إذا استمرت الانبعاثات دون تخفيف، فقد ينخفض الغطاء المرجاني بنسبة 40% بحلول منتصف القرن، وفي النموذج الجديد الذي أعدته جمعية الحفاظ على الحياة البرية، تم تحديد نحو 5% من الشعاب المرجانية التي قد تستفيد من الظروف المتغيرة، وهو ما يشير إلى وجود ملاجئ محتملة، حيث يمكن للشعاب المرجانية أن تستمر في الازدهار على الرغم من ارتفاع درجات الحرارة.
وأضاف ماكسويل أزالي، أحد المشاركين في الدراسة ومحلل مصايد الأسماك في Global Fishing Watch: “كعالم في بداية حياته المهنية، فإن فهم التفاعلات المعقدة بين تغير المناخ والأنشطة البشرية والظروف المحلية أمر بالغ الأهمية لإبلاغ تدابير الحفاظ المحلية المستهدفة لحماية الشعاب المرجانية واستدامتها في عالم متغير”.
15 % من الشعاب المرجانية لديها القدرة على الصمود
وتجمع الدراسة، التي نشرت في مجلة Ecosphere بعنوان “التنبؤ بتنوع الشعاب المرجانية في غرب المحيط الهندي باستخدام النمذجة على نطاق دقيق“، بين هذه التوقعات وبيانات الغطاء المرجاني من الأبحاث السابقة، مما يمكن الباحثين من رسم خريطة لمرونة الشعاب المرجانية في جميع أنحاء غرب المحيط الهندي.
وأضاف الدكتور ماكلاناهان: “لقد وجدنا في عملنا أن نحو 30% من الشعاب المرجانية في العالم يمكنها أن تتحمل ارتفاعاً في درجات الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية، ولكن مع تجاوز هذه العتبة، فمن المتوقع أن تظهر 15% فقط من الشعاب المرجانية القدرة على الصمود في سيناريو لا يتضمن تخفيفاً عاجلاً لانبعاثات الكربون، وهذا يعني أنه يتعين علينا أن نتوقع ظهور السيناريوهات الأكثر تطرفاً ما لم يعمل البشر على الحد من انبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي الآن”.
وبينما يكافح العالم مع ارتفاع درجات الحرارة وموجات الحر المتسارعة في المحيطات، تؤكد الدراسة على الحاجة الملحة إلى خفض الانبعاثات الغازية المسببة للاحتباس الحراري على مستوى العالم بشكل كبير للحد من السيناريوهات الأكثر تطرفا. ويأمل الباحثون أيضا أن يتم نشر أساليب النمذجة الخاصة بهم لمساعدة العلماء في جميع أنحاء العالم على رسم خرائط التنوع البيولوجي بدقة أعلى، وتحسين الجهود الرامية إلى حماية النظم البيئية الأخرى المعرضة أيضا لخطر كبير من تغير المناخ.
No comments:
Post a Comment