نحو بيئة نظيفة وجميلة

test

أحدث المقالات

Post Top Ad

Your Ad Spot

Wednesday, January 15, 2025

" المناطيــــر " إرث معمـــاري عريـــق مهــدد بالإندثـــار

 الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands



كتب الباحث : خالـــد أبـــو علـــي
القصور الصيفية ، اوما يطلق عليه المناطير، ومفردها منطار، وفي اللغة نَاطُور جمع : نُطَّارٌ ، نَوَاطِيرُ طَافَ النَّاطُورُ حَوْلَ حُقُولِ الكَرْمِ ، حَافِظُ الكَرْمِ ، حَارِسُ الزَّرْعِ ، وهي جزء مهم من الإرث المعماري الفلسطيني، التي بنيت في الحقول التي كان يمضي فيها الفلاحون اشهرا محددة من السنة ، لفلاحة ولحراسة الأرض، وجني ثمارها، إضافة الى استخدامات أخرى .
القصور الزراعية الفلسطينية في الأغلب عبارة عن بناء اسطواني الشكل، ارتفاعه نحو ثلاثة أمتار، وقطره أيضا ثلاثة أمتار، وفوقه، كان المزارع يضع عريشة من الحطب ، وقد بنى الفلاح الفلسطيني المناطير في حقله للإقامة فيها خلال مواسم معينة لحراسة المحاصيل وجني الثمار مثل موسم التين والعنب وموسم قطف الزيتون حيث كان فترة مكوث المزارع في أرضه ما بين 3 - 5 اشهر يعمل فيها على تجفيف العنب، لصنع (الزبيب )، أو صنع عسل العنب (الدبس)، أو تجفيف التين ليصبح ( قطين) ، أو صنع معقود العنب (الملبن) ، وكان يمكث فيه المزارع بجانب كرمه، ويمكن أن يراقب منه أيضا الكروم .
نظرا لإرتباط المناطير، بالنشاط الزراعي في فلسطين ، كان لا بد للمزارعين من حراسة مزروعاتهم، وهذا النوع من العمارة انتشر مع تدجين العنب والتين وبعض المزارعين، كانوا يتفقون فيما بينهم، لتعيين حارسا في مواسم العنب أو التين و الزيتون، يعرف باسم الناطور، وفي هذا الناطور ضربت الامثال الشعبية العديدة، ونظمت الاهازيج وغنت فيروز (يا ناطور القمريي بدي وصيك وصيي).
ورغم ما يبدو من بساطة بناء المناطير من حيث هندستها المعمارية سواء أكانت مخروطية الشكل أم مربعة كما يظهر من الخارج، إلا أن الأمر داخلها اكثر تعقيدا، حيث حرص الفلاح، على توفير أماكن داخل الجدران الحجرية، لتخزين حاجياته، وإيجاد فتحات صغيرة، تمكنه من رؤية من في الخارج دون أن يراه. وعادة ما يكون سمك جدران المناطير، كبيرا، ويصل في بعض الأحيان من 70-100سم، وتحتوي بعض المناطير على أدراج داخلية.
ووضع المناطير اليوم كما شاهدتها ، خلال تجوالي في العديد من القرى الفلسطينية مثل جبال سلواد وعين قينيا وعين يبرود وسنجل وغيرها ، كان في وضع لا يحسد عليه لأسباب عديده منها : هجرة اعداد كبيرة من مالكي الأراضي الى دول عديدة، وانهيار النظام الزراعي، واهمال المناطير، وعدم اجراء الصيانة لها، وتحول عدد كبير من مالكي الأراضي الى العمالة المأجورة وقطاع الوظائف الحكومية، والتطور العمراني العشوائي، وغياب خطة استراتيجية، شاملة، بالإضافة الى ممارسات الاحتلال الاسرائيلي في مصادرة الأراضي وغيرها.
اخيرا همسة في اذن ذوي الصلة صناع القرار بضرورة دراسة المناطير في فلسطين، وحماية ما هو موجود منها، واعداد سجل وطني بالمناطير، ورسم السياسات الخاصة بتوثيقها، وترميم المتميز منها، ووضعها في مسارات سياحية للتعريف بها، واستثمارها في نشاطات سياحية وفي احتفالات موسمية، وزيادة الوعي المجتمعي بها، وادراج موضوعها في المقررات التعليمية، لأنها تعكس منظومة علاقات اجتماعية واقتصادية مميزة لحياة الانسان الفلسطيني في القرنين الماضيين.














No comments:

Post a Comment

مستعمرون يقطعون عشرات أشجار الزيتون في نحالين غرب بيت لحم

 الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands - الاحتلال يضع بوابة حديدية على مدخل البلدة الشمالي  قطع مستعمرون، اليوم الأربعاء، عشرات أشجار الزيتون، ف...

Post Top Ad

Your Ad Spot

???????