الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands
يُشكل تغير المناخ العالمي مصدر قلق للبشرية، حيث تسعى الدول إلى السيطرة على هذه الظاهرة التي نتجت عن الممارسات البشرية المختلفة، غير أن هذه الأزمة تخفي وراءها فرصا اقتصادية قد يستفيد الناس منها ويجنوا الكثير من المكاسب.
وترتفع حرارة المنطقة القطبية الشمالية أربع مرات أسرع من العالم بأسره، ما يتسبّب في انكماش الجليد بمساحة تعادل مساحة النمسا كل عام، وهو ما يُشكل أزمة مقلقة للعالم.
ومنذ ثمانينيات القرن الماضي، انخفض حجم الجليد بنسبة 70% أو أكثر، وقد يحدث أول يوم خال من الجليد في القطب الشمالي قبل عام 2030.
وبحسب مجلة الإيكونوميست البريطانية، فمن المتوقع أن يؤدي ارتفاع درجة حرارة القطب الشمالي إلى أرباح هائلة، إذ قد يؤدي تراجع الجليد إلى اختصار طرق الشحن، وتسهيل عمليات استخراج المعادن، كما أن المياه الدافئة قد تجذب جحافل الأسماك إلى هذه المنطقة.
وقد يفتح ذوبان الجليد ثلاثة مسارات، الأول وهو المعروف باسم ”طريق البحر الشمالي“، والذي يربط بحر بارنتس بمضيق بيرينغ عبر الساحل الروسي، والثاني الملقب بـ”الممر الشمالي الغربي“، ويمتد من بحر بوفورت إلى خليج بافن على طول ساحل القطب الشمالي لأميركا الشمالية، والثالث هو ”طريق البحر عبر القطب الشمالي“.
ويمكن للمسارات الثلاثة أن تقصّر الرحلات بين آسيا وأميركا الشمالية وأوروبا، التي تمثل معظم حركة الشحن في العالم، ما يوفر الوقود والأجور، كما يمكن لهذه الطرق تجنّب نقاط الاختناق، مثل قناتي بنما والسويس، اللتين تزدحمان بالسفن وتتقاضيان رسوما للعبور.
والى جانب توفير طرق شحن جديدة عبر العالم، فإن القطب الشمالي يحتوي فرصا اقتصادية ضخمة تكمن في المعادن الخضراء، وهي معادن سيصبح من السهل الوصول إليها بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي، والتي تشمل الكوبالت والجرافيت والليثيوم والنيكل، وهي مكونات مهمة في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية، إضافة الى الزنك المستخدم في الألواح الشمسية وطواحين الهواء، والنحاس المطلوب في كل أنواع الصناعات الكهربائية، والأتربة النادرة التي تشكل أهمية حاسمة للعديد من أنواع المعدات الخضراء.
يُذكر أن احتياطيات المعادن النادرة في القطب الشمالي تبلغ 42 مليون طن، فيما تمتلك جزيرة غرينلاند احتياطيات 43 معدنا من أصل 50.
المصدر: الإيكونوميست
No comments:
Post a Comment