نحو بيئة نظيفة وجميلة

test

أحدث المقالات

Post Top Ad

Your Ad Spot

Monday, February 10, 2025

هل حان الوقت للتخلص من الأدوات البلاستيكية السوداء في منازلنا؟

 الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands



في دراسة جديدة نشرت مؤخرا في دورية "كيموسفير"، اختبر باحثون عديدا من الأدوات المنزلية الشائعة المصنوعة من البلاستيك الأسود، مثل أدوات تقديم الطعام وأدوات المطبخ وإكسسوارات الشعر ولعب الأطفال، للتحقق مما إذا كانت تحتوي على آثار لمواد سامة يمكن أن تشق طريقها إلى الأدوات المنزلية من خلال إعادة تدوير النفايات الإلكترونية.

بشكل خاص، فحص الباحثون 203 منتجات استهلاكية من البلاستيك الأسود بحثا عن البروم، وهو مؤشر رئيسي لاستخدام نوعين من مثبطات اللهب المستخدمة في عديد من المنتجات الاستهلاكية لمنع خطر الحريق.

ووجدت الدراسة التي أجراها باحثون من منظمة "مستقبل خالٍ من السموم" الأميركية المناصرة للبيئة ومعهد أمستردام للحياة والبيئة في جامعة فريجي في أمستردام أن 85% من المنتجات التي اختبروها تحتوي على مواد كيميائية تستخدم كمثبطات للهب بشكل عام، وأن 65% تحتوي على مزيج من كلتا الفئتين من مثبطات اللهب المعروفة بأنها تسبب مشاكل صحية.

نتائج مقلقة

يقول جو شوارتز، مدير مكتب العلوم والمجتمع بجامعة ماكجيل الحكومية البحثية في كندا، للجزيرة نت، إن "هذه الدراسة سببت بعض الذعر وكثيرا من الاهتمام، ولكن عندما نتحدث عن السمية، من المهم جدا الإشارة إلى الأرقام، ولا يكفي أن نقول إن شيئا ما سام أو لا، وهذه بالفعل مشكلة مع البلاستيك الأسود"

ووجد الباحثون أن مستويات عالية من مثبطات اللهب الضارة موجودة في 17 من أصل 20 منتجا بلاستيكيا أسود يحتوي على أعلى مستويات البروم، تم اختبارها جميعها عن كثب من بين عشرات الأدوات المنزلية المصنوعة من البلاستيك الأسود.



ووجد الباحثون أنه من بين جميع المنتجات الاستهلاكية التي اختبروها، كانت الأدوات المنزلية وأدوات المطبخ أكثر خطرا على صحة الناس، لأنها تحتوي على بعض أعلى مستويات مثبطات اللهب السامة.

ووجدت الدراسة أعلى مستويات مثبطات اللهب في البلاستيك القائم على البوليسترين عالي التأثير، والذي يُشار إليه غالبا باسم "الستيرين"، والذي غالبا ما يتم تشكيله في الأدوات المستخدمة لمرة واحدة، لكن الأنواع الأخرى، مثل البولي بروبيلين والنايلون، المستخدمة عادة في أدوات المطبخ، تحتوي أيضا على مستويات مثيرة للقلق.

واحتلت ألعاب الأطفال مرتبة عالية حيث احتوت قلادة بلاستيكية واحدة للأطفال تحمل شعار القراصنة على ما يصل إلى 22800 جزء في المليون من مثبطات اللهب الإجمالية، أي ما يقرب من 3% من مثبطات اللهب من حيث الوزن.

لم تتناول الدراسة سوى البلاستيك الأسود الناتج عن إعادة التدوير، وبالتالي لم تتمكن من تحديد إذا ما كان من الممكن أيضا أن تتعرض ألوان أخرى من البلاستيك لهذه المادة، ولم يشر الباحثون إلى أسماء تجارية بعينها للمنتجات التي تم اختبارها.

وليست تلك دعوة للذعر، فمن المحتمل ألا يحتوي كل شيء أسود وبلاستيكي في مطبخك على مواد كيميائية ضارة، لكن الخبراء يقولون إنه من المستحيل معرفة إذا ما كانت ملعقة المطبخ السوداء في مطبخك ملوثة أم لا، فليس لدى المستهلكين طريقة لمعرفة أي البلاستيك الأسود قد يكون نفايات إلكترونية معاد تدويرها وأيها ليس كذلك، ومع ذلك، يقول شوارتز: "على الرغم من أننا نتحدث عن مخاطر صغيرة، فلا ينبغي أن تكون مثبطات اللهب التي ظهرت في الاختبارات التي أجراها الباحثون موجودة في سلسلة المنتجات".

من أين يأتي البلاستيك الأسود؟

تُستخدم هذه المواد البلاستيكية ذات اللون الداكن عادة لتغليف المنتجات الإلكترونية مثل أجهزة التلفاز وأجهزة الستيريو وآلات القهوة وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، وتقوية المطاط في الإطارات، وتوجد أيضا في أحبار الطابعات والخراطيم، كما يتم رصدها بشكل متكرر في أدوات المطبخ وأوعية الطعام البلاستيكية.

ويقول شوارتز، وهو لم يشارك في الدراسة، إن "الصناعة تحب البلاستيك الأسود لعدة أسباب، أحدها هو أنه عندما تضيف الكربون الأسود إلى البلاستيك، فإنه يجعله أكثر مقاومة للحرارة، ويزيد من قوته وصلابته، والأهم من ذلك أنه يجعله أقل عرضة للتآكل بسبب أشعة الشمس".

ويضيف: "هناك أيضا اعتبارات جمالية لأن المستهلكين يميلون إلى تقييم العناصر السوداء على أنها أكثر فخامة، ويحب المنتجون أيضا أن يكون التسرب من الأطعمة المعبأة في أوعية سوداء أقل وضوحا، لذلك هناك سبب لاستخدام الكربون الأسود".

غالبا ما يأتي اللون الأسود من إضافة مادة تسمى الكربون الأسود إلى البلاستيك، وهو في الأساس شكل من أشكال السخام الناتج عادة عن الاحتراق غير الكامل لمنتجات البترول.

وجدت إحدى الدراسات التي أجريت على البلاستيك في المملكة المتحدة أن البلاستيك الأسود يشكل حوالي 15% من جميع المواد البلاستيكية القابلة لإعادة التدوير (معظمها أوعية طعام للاستخدام مرة واحدة)، غير أن الغالبية العظمى لا يتم إعادة تدويرها في كثير من الأحيان.

علاوة على ذلك، فإن البلاستيك الأسود غير متوافق مع معظم مرافق إعادة تدوير البلاستيك التي تستخدم أجهزة المسح بالأشعة تحت الحمراء لفرز تركيبة أنواع مختلفة من البلاستيك. ولأن الكربون الأسود يمتص الأشعة تحت الحمراء، فإن أجهزة الاستشعار الضوئية غالبا ما تغفل الصبغات الداكنة الموجودة في بعض الأوعية البلاستيكية.

ونتيجة لهذا الفشل، تنتهي معظم المواد البلاستيكية السوداء في مكبات أو محارق النفايات أو تنتشر في بيئتنا بعد استخدامها لمرة واحدة فقط، مما يؤدي إلى نقص في المادة الأساسية السوداء للبلاستيك المعاد تدويره.

لتلبية الطلب على المواد اللازمة لصنع سلع جديدة، غالبا ما تُصنع المنتجات البلاستيكية السوداء من النفايات الإلكترونية المعاد تدويرها، والتي تحتوي على مواد كيميائية سامة مثل الفثالات ومثبطات اللهب والمعادن الثقيلة مثل الكادميوم والرصاص والنيكل والكروم والزئبق، وفقا لدراسة أجريت عام 2018.



No comments:

Post a Comment

المستعمرات الصناعية.. الإبادة البيئية الصامتة

 الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands بدأ الاستيطان في الضفة الغربية مع الاحتلال الإسرائيلي عام 1967، وعدلت إسرائيل المنظومات القانونية، عبر اع...

Post Top Ad

Your Ad Spot

???????