الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands
قطاع غزة أزمة بيئية وصحية حادة بسبب تكدّس عشرات الآلاف من أطنان النفايات في الشوارع والمكبات المؤقتة، نتيجة تدمير الاحتلال لمعظم آليات بلدية غزة ومنعه الطواقم من الوصول إلى المكب الرئيس.
ومع تعطل المكبات الكبرى، اضطرت البلدية إلى إنشاء مكبات مؤقتة، مما فاقم المخاطر الصحية وزاد من مستويات
التلوث البيئي. وتقدّر الأمم المتحدة أن القطاع يحتاج إلى نحو ملياري دولار للتعافي من الأضرار البيئية الهائلة
الناجمة عن العدوان الإسرائيلي.
وكانت بلدية غزة قد ذكرت في منشور على منصة "فيسبوك": "مدينة غزة تعيش كارثة صحية وبيئية كبيرة بسبب
تراكم نحو 170 ألف طن من النفايات في الشوارع والمكبات المؤقتة".
وأضافت أن جيش الاحتلال "منع طواقم البلدية من الوصول إلى المكب شرق المدينة، كما دمّر نحو 80% من آليات البلدية".
225 مكبًا مؤقتًا للنفايات
حذّرت وكالة "رويترز" للأنباء، في تقرير، من التحديات الكبيرة التي تواجهها غزة في إدارة النفايات، إذ كانت تنتج 1,700 طن يوميًا قبل بدء العدوان على القطاع، بينما كانت ثلاثة مكبات رئيسة تعمل فوق طاقتها الاستيعابية.
ووفقًا للتقرير، تسبب شحّ الموارد في نشوب حرائق متكررة وارتفاع المخاطر البيئية، كما أن معدات جمع النفايات أصبحت قديمة وغير كافية لتلبية الاحتياجات.
وأشار التقرير إلى أن عدد مركبات جمع النفايات انخفض من 112 إلى 73 مركبة بين عامي 2017 و2022،
مما زاد من صعوبة التعامل مع الأزمة الحالية.
تسبب العدوان الإسرائيلي على القطاع بإغلاق مكبات النفايات الرئيسة، مما أجبر بلدية غزة على إيجاد ما لا يقل عن
225 مكب نفايات مؤقت منذ أيار/مايو 2024 في محيط مراكز الإيواء.
تشير الوكالة إلى أن العدوان الإسرائيلي على القطاع أدى إلى إغلاق مكبات النفايات الرئيسة، مما أجبر بلدية غزة
على إنشاء ما لا يقل عن 225 مكبًا مؤقتًا منذ أيار/مايو 2024. ووفقًا لـ"رويترز"، تسبب العدوان الإسرائيلي في
تدمير أكثر من 60% من المباني كليًا أو جزئيًا، مما أجبر آلاف الغزيين على اللجوء إلى مراكز الإيواء المكتظة
بالسكان.
تُظهر صور الأقمار الاصطناعية، التي حصلت عليها "رويترز"، إنشاء مكبّ نفايات في محيط جامعة الأقصى في
مدينة خانيونس، جنوب غزة.
وتُعدّ الجامعة من أقدم المؤسسات التعليمية في القطاع، حيث تأسست عام 1955، لكنها تحوّلت بعد بدء العدوان إلى
مركز لإيواء النازحين. في المقابل، أصبح محيط الجامعة، الذي يمتد على مساحة تُقدر بنحو 300 متر، مكبًا مؤقتًا للنفايات.
يؤكد تقرير الوكالة أن الخطر الصامت الناجم عن تراكم النفايات وسوء إدارتها يتفاقم في غزة، حيث أدى العدوان إلى تدمير البنية التحتية الصحية، إضافةً إلى معاناة السكان من نقص الغذاء والرعاية الطبية، مما يزيد من تعقيد الأزمة ويشكل تهديدًا خطيرًا للصحة والبيئة.
وتوضح "رويترز" أن المشكلة الرئيسة تكمن في "العصارة"، وهو سائل ملوث ينتج عن تسرب المياه عبر طبقات النفايات المتراكمة في المكبات غير المُدارة بشكل صحيح، مما يشكل خطرًا عند تسربه إلى التربة ويؤدي إلى تلوث
المياه الجوفية.
وقد حذّرت الأمم المتحدة مرارًا من الانعكاسات الصحية والبيئية الخطيرة للتلوث الناتج عن تراكم النفايات الصلبة في غزة، مشيرةً إلى أنه حاليًا يُجمع ما بين 600 و700 طن يوميًا فقط، وهو ما يغطي جزءًا محدودًا من إجمالي النفايات المتولدة يوميًا، والتي تُقدر بحوالي ألفي طن.
وقال عامل بلدية غزة، يوسف حماد، لـ"رويترز": "اضطرت البلدية إلى التخلص العاجل من النفايات في هذا الموقع
بسبب عدم قدرة طواقمها على الوصول إلى أماكن التخلص الرسمية"، محذرًا من المخاطر البيئية المرتبطة بانتشار المكبات المؤقتة.
وأضاف: "تشمل هذه المخاطر انتشار الكلاب الضالة والحشرات، إلى جانب التلوث البيئي وتدهور النظام البيئي في المنطقة".
وكانت بلدية غزة قد أطلقت، في وقت سابق من الشهر الجاري، "خطة طوارئ لإزالة النفايات المتراكمة في مختلف شوارع وأحياء المدينة ومراكز الإيواء"، مؤكدةً أن الهدف من هذه الخطة هو "التخلص من النفايات في الشوارع والأحياء، استجابةً للتحديات التي تواجهها المدينة في إدارة النفايات، والتخفيف من الكارثة الصحية والبيئية الكبيرة
التي تعيشها".
المصدر: ألترا صوت
No comments:
Post a Comment