الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands
بدأت قصة احمد زيدات مع زهرة السوسن تحديدا عام 1979، عندما اعتاد مصادفة هذه الزهرة وهو يقوم بأعماله اليومية في أطراف قريته.
عادة ما يشاهد احمد زيدات يتجول في جبال قرية فقوعة شمال الضفة الغربية خلال فصل الربيع، وفي هذا الوقت من كل لعام ينشغل في تفقد مناطق متفرقة تنمو فيها زهرة السوسن.
بين منتصف شباط ونهاية آذار تبدأ أزهار السوسنة الملكية النادرة مثل غيرها من الأزهار الربيعية بالتفتح على امتداد الارض الفلسطينية.
ينشط زيدات وهو في مطلع السبعينات من عمره في رعاية تلك الأزهار التي تنبت في كل مكان تقريبا في قريته المشهورة بتنوعها الحيوي المميز.
واشهر ازهار السوسن التي تنبت في قرية فقوعة هو السوسن الذي يحمل اسمها ويسمى سوسنة فقوعة.
قال زيدات لـ” سوسنة” ان علاقته بزهرة السوسنة تعود إلى نحو نصف قرن، أثناء عمله في الزراعة التي مارسها في التي تحيط بقريته.
مثله مثل الكثيرين في القرية يمكنهم مشاهدة تلك الأزهار في تنبت في كل مكان حتى في الحدائق المنزلية داخل القرية.
في قرية فقوعة وهي قرية جبلية تقع في اقصى الركن الشمالي الشرقي من الضفة الغربية، الكل يعرف زيدات ويحكي قصة تعلقه بتلك الزهرة التي لا يتوقف عن حمايتها.
تتواجد أنواع مختلفة من أزهار السوسن على معظم مساحة الارض الفلسطينية، لكنها تتركز في منطقة الجبال الشمالية التي تمتد من مدينة الناصرة حتى جبال نابلس وسط الضفة الغربية.
إلا أن زيدات يرى أن أجمل أنواع السوسن هي تلك التي تنبت في قريته، ومثل الكثيرين في القرية يشعرون بالفخر عندما يتحدثون عن الزهرة التي تحمل اسم قريتهم.
خلال هذه الأيام، يمكن ملاحظة نشاط زيدات الدؤوب وهو يلتقط صورا لتلك الأزهار ويستخدمها في وسائل التواصل الاجتماعي للفت الانظار الى ازهار السوسن في جبال قريته.
وخلال العقد الاخير ذاع صيت قرية فقوعة واصبحت مركزا لجذب الكثير من المجموعات السيارة والباحثين ومحبي الطبيعية الذين وصلوا الى هناك لمشاهدة سوسنة فقوعة.
يقول زيدات أنه وسكان قريته استقبلوا الآلاف من الفلسطينيين وساروا معهم في الجبال المحيطة بقريته وإرشادهم إلى الأمكنة التي تنبت فيها هذه الزهرة.
ويقول المدير التنفيذي لجمعية الحياة البرية الفلسطينية عماد الأطرش أن زيدات أحد المدافعين المميزين عن تلك الزهرة.
وأضاف ” زهرة السوسن مميزة ليس على مستوى فلسطين وإنما على مستوى العالم بهذه الزهرة”.
وفي هذه القرية التي تطل على مرج ابن عامر المشهر يظهر هذه الايام بساط ملون من مئات الأزهار التي تزهر في الربيع.
وقال زيدات، تنمو في القرية الكثير من أصناف الزهور لكنه يفضل السوسنة.
في محيط منزل زيدات عدة حدائق للسوسنة، وايضا في بعض الأراضي التي يملكها في محيط القرية حدائق أخرى، ولذلك هو يقضي هذا الوقت من العام متنقلا بين تلك الحدائق.
وهو يوثق معظم نشاطه اليومي عبر الصور في وسائل التواصل الاجتماعي.
وأضاف” اليوم اقف عند سوسنة واحدة تفرعت لتنتج نحو 60 زهرة، وفي سنوات سابقة أنتجت نبتة واحدة نحو 100 زهرة”.
وقال إن السوسن الذي يرعاه عدة الوان. واضاف وهو يتفقد بعضها في الجبال” هذه مثل اولادي”.
بالنسبة لزيدات فان السوسن من الزهور التي لا يجب قطفها ابدا، لذلك انخرط الرجل خلال السنوات الماضية ضمن حملات بيئية وطنية لتكريس واقع لا يتم فيه الاعتداء على الزهرة او قطفها.
وقال ان المتنزهين احيانا يحالون قطف الأزهار لكنه يمنعهم.
حسب المدير التنفيذي لجمعية الحياة البرية عماد الأطرش، فان هناك 8 أصناف من السوسن في فلسطين تنبت وتزهر على امتداد الارض الفلسطينية.
وقال الاطرش ان اشهر تلك الاصناف هي زهرة سوسنة فقوعة.
في واقع الحال تنتبت ازهار السوسن المختلفة في مناطق تمتمد من الناصرة حتى نابلس وتتركز ايضا في السفوح الشرقي وقرى فقوعة وكفر مالك والاغوار وجزء من الجولان.
في العام 2006 بدأت جمعية الحياة البرية العمل في قرية فقوعة على توثيق تلك الزهرة وطنيا وجمع المعلومات والبيانات حولها.
في العام 2026 تم اعتماد سوسنة فقوعة الزهرة الوطنية لدولة فلسطين.
قال منير صلاح وهو نائب رئيس مجلس قروي سابق في فقوعة في معرض حديثه عن زيدات ” احمد يحب السوسنة كثيرا وهو المدافع الاول عنها في هذه القرية”.
وقال صلاح، ان اهتمام قريته بهذه السوسنه راسخ، لكن القرية تفتقد منذ عامين الزوار بسبب الاوضاع الامنية والحرب في غزة. كتابة بيلسان ضبابات لموقع سوسنة
No comments:
Post a Comment