نحو بيئة نظيفة وجميلة

test

أحدث المقالات

Post Top Ad

Your Ad Spot

Wednesday, March 26, 2025

حكاية حيرت العلماء.. معجزة جذور النخيل.. مثالية للنمو في البيئات المختلفة

 الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands



تحدث الدكتور محمد المليجي، استاذ علم أمراض النبات عن معجزة جذور النخيل، قائلا، من المؤكد أننا شاهدنا نخيل التمر ينموا على ضفاف النيل من القاهرة حتى أسوان في رحلاتنا النيلية، وبالقرب من سواحل البحر الأبيض المتوسط في ادكو ورشيد، ورأيناه ينموا في قلب الصحراء حيث الجفاف والقيظ الشديد ورأيناه صابر على العطش والجوع مثل الكثير من أبناء شعوبنا.

ما هي قصته بالضبط ولماذا يقف العلماء في ذهول أمام شجرة النخيل ليس للذة تمورها وجمال شكلها كعامة الناس.

د.محمد المليجي
د.محمد المليجي

أوضح المليجي أن هذه الحكاية حيرت العلماء والعلماء يبحثون خلف كل ظاهرة حتى يجدون تفسير لها قبل أن يهدأ خاطرهم. ولكن مع التقدم العلمي وأدوات البحث العلمي نفهم اكثر ونجد دائما الجديد الذي يدعم النظريات القديمة او ينسفها تماما في بعض الأحيان.

وأشار إلى أن النخيل نبات من ذوات الفلقة الواحدة أي بذرة النخيل تحتوي فلقة واحدة مثل القمح والشعير وليس فلقتين كما في الفول والترمس مثلا. تستطيع ببساطة ان تفرق بين ذوات الفلقة وذوات الفلقتين بنقع البذرة في ماء وبعد ٤٨ ساعة تفتحها وستجد أما أنها بقيت قطعة واحدة او تفصل إلى قطعتين.

النباتات ذات الفلقة الواحدة مثل النخيل والذرة والقمح والبصل تكون جذور ليفية وليست وتدية، والجذور الليفية قصة في حد ذاتها.

تكون الجذور الليفية رفيعة لا تزداد في السمك وكثيرة العدد ولا تتعمق في التربة كثيرا الجذور الوتدية.

أيضا تستغني تماما عن الشعيرات الجذرية التى تستخدمها الجذور الوتدية مثل القطن والفول والعنب والصفصاف.

بدلا من الشعيرات الجذرية تكون جذور ليفية رفيعه كشعرة الرأس تقريبا وكثيفة في التربة.

جدور النخيل

وأوضح د.المليجي ، أن تشريح هذه الجذور الليفية نفسه هو أساس معجزة هذه الجذور في نخيل التمر.

يتحول جذر النخيل إلى قلعة لها أسوار ودفاعات واحتياطات ووسائل يستخدمها حسب البيئة المحيطة، يتركب الجذر تشريحيا من الخارج للداخل من التالي:

١- بشرة واسعة من خلايا ذات تركيب متميز تتمدد وتنكمش وتتكون بها نتوئات وثنايا لزيادة سطح الامتصاص.

هذه تعوض الجذر عن الشعيرات الجذرية الرقيقة جدا التى تموت بعد ٢٤ ساعة فقط وتحتاج كثافة عالية للرطوبة لتعمل كما في جذور نباتات ذوات الفلقتين.

٢- قشرة واسعة من خلايا برانشيمية تستخدم كمخزن للماء والمواد الغذائية.

٣- شريط كاسبار قوي جدا وسميك بعد نهاية القشرة يتحكم في دخول الماء إلى الاسطوانه الوعائية

٤- نسيج خشب ونسيج لحاء يتبادلان الأقطار داخل الأسطوانة الوعائية الضيقة التى تمر بمركب الليفة الجذرية.

٥- فراغات واسعة ممتلئة بالأكسجين (برانشيمة هوائية Aerenchyma) توفر حاجة الجذر إن تم غمره بالماء بعيدا عن الجفاف.

٦- صفات أخري فسيولوجية وتعاونية مع كائنات التربة آتي بيانها

ويقول ، لذلك نستطيع أن نفسر تمتع جذور نخيل التمر (Phoenix dactylifera) بقدرة كبيرة على التكيف مع كل من الرطوبة العالية والجفاف بفضل خصائصها التشريحية والفسيولوجية الفريدة في التالي :

جذور النخيل

1. نظام جذري مزدوج (جذور عميقة وليفية) 1. Dual Root System (Deep and Fibrous Roots

• الجذور الوتدية العميقة: تخترق التربة بعمق، مما يسمح للنبات بالوصول إلى المياه الجوفية أثناء الجفاف.
• الجذور الليفية: تنتشر بالقرب من سطح التربة، ما يعزز امتصاص الماء من الأمطار أو الري في الظروف الرطبة.

2. تكوّن النسيج الهوائي (الأيرنشيميا) Aerenchyma في الظروف المشبعة بالماء

• في البيئات ذات الرطوبة العالية، يمكن أن تطور جذور نخيل التمر أنسجة هوائية (أيرنشيميا)، وهي فراغات هوائية داخل الخلايا الجذرية.

• تساعد هذه الفراغات على نقل الأكسجين إلى الجذور المغمورة بالماء، مما يمنع اختناق الجذور في التربة المشبعة بالمياه.

3. الاحتفاظ الفعّال بالماء أثناء الجفاف

• خلايا الجذور تفرز المواد الصمغية (الميوسيلج)، مما يساعد في الاحتفاظ بالرطوبة ويقلل فقدان الماء في الظروف القاحلة.

• وجود بطانة سميكة من الأندوديرمس (الطبقة الداخلية للجذر) يقلل من فقدان الماء ويوجه تدفقه بكفاءة نحو الأنسجة الوعائية.

4. التكافل مع الفطريات الجذرية (الميكورايزا) Mycorrhizae

• تتفاعل جذور نخيل التمر مع الفطريات الجذرية (الميكورايزية)، مما يعزز امتصاص الماء والعناصر الغذائية، خاصة في التربة الفقيرة بالمواد الغذائية.

5. التكيف الأسموزي Osmotic adjustment

• تقوم الجذور بتجميع المواد الأسموزية مثل البرولين والسكريات، مما يساعد في الحفاظ على ضغط الامتلاء داخل الخلايا، ويمكنها من امتصاص الماء حتى في التربة المالحة أو الجافة.

6. تحمل الملوحة والجفاف

• تمتلك الجذور آليات خاصة لاستبعاد الأملاح عبر الأغشية الجذرية، مما يمنع امتصاص كميات زائدة من الأملاح، ويساعدها على البقاء في التربة المالحة.

• معدل النتح (التعرق) البطيء في الجذور يقلل من حاجة النبات للمياه، مما يسمح له بالبقاء في درجات حرارة مرتفعة وظروف جفاف شديدة.

الخلاصة

جذور نخيل التمر متخصصة للغاية للتعامل مع كل من الرطوبة الزائدة (عبر الأيرنشيميا والجذور السطحية) والجفاف (عبر الجذور العميقة، والفطريات التكافلية، والتكيف الأسموزي)، مما يجعلها مثالية للنمو في البيئات الصحراوية والواحات. عن المستقبل الأخضر 

No comments:

Post a Comment

دراسة تؤكد: الطيور تتنفس جسيمات البلاستيك

 الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands قدمت دراسة جديدة أول دليل على تراكم المواد البلاستيكية الدقيقة في رئات الطيور، حيث وجد باحثون تلوثا واسع ...

Post Top Ad

Your Ad Spot

???????