نحو بيئة نظيفة وجميلة

test

أحدث المقالات

Post Top Ad

Your Ad Spot

Tuesday, March 4, 2025

شجيرة الرتم زينة جبال فلسطين الشرقية

 الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands



على سفوح سلسلة الجبال الممتدة في الأغوار الشمالية شرق الضفة الغربية، تظهر شجيرات “الرتم” بأزهارها البيضاء، كمشهد خلاب وآسر.

في شهري شباط  وآذار ينعكس لون الزهور الأبيض والرائحة الفواحة على جبال فلسطين الشرقية، وهي الفترة التي تزدهر فيها الشجيرة بأزهارها الجميلة.

في تعارض مع المنطق المعروف في دورة حياة الأشجار، تنمو شجيرة “الرتم”، دون أوراق لها.

لكن السؤال المطروح، هل هذا أمر طبيعي؟

يؤكد المختصين  أن الأمر طبيعي.”هذه تركيبتها الطبيعية”.

تأخذ هذه الشجيرة مكانة كبيرة في حياة الفلسطينيين، وتنمو بشكل واضح في واحدة من أخفض بقاع العالم، إذ أنها طعام مجاني لمواشيهم، عدا عن استخدامهم  لها في التاريخ القريب في إشعال النار للتدفئة وطهي الطعام.

والرتم، شجيرة  تنتمي للعائلة القرنية، لا يتراوح ارتفاعها المترين، والمعمر منها يمكن أن يصل عمره إلى عشرات السنين، تمتلك جذورا رئيسية تغور في الأرض بطول يتراوح 3-6 أمتار، وأخرى فرعية من القاعدة.

يبقى النبات دون أوراق كثيفة طيلة أيام السنة، وهذه إحدى المزايا التي تتمتع بها الشجيرة، فيما يتراوح طول الأزهار بين 8-10 ملم، وتكون الزهرة بيضاء تشبه زهرة البازيلاء وتنمو قرب الساق في عناقيد، وهي ذات رائحة عطرية طيبة.

في شهري شباط،  ومارس/آذار من كل عام، تظهر الشجيرة بمنظر خلاب بسبب إزهارها في هذه المدة من كل عام. 

أما  الثمرة  فهي عبارة عن جراب وحيدة البذور أسود اللون يترواح  طوله من 12-15 ملم، وعرضها 7-10 ملم.

وبالرغم من انتشارها بشكل ملحوظ في جبال الأغوار الشمالية، إلا أن هذا ليس موطنها الأصلي.

وتمتد الخارطة الجغرافية لهذه الشجيرة في مناطق الطقس الجاف في فلسطين.

تظهر الشجيرة الواحدة  كتجمع للأغصان وهو يشق طريقه من أسفلها إلى الأعلى، ولا تمتاز بالأرواق الكثيفة، لكن المواشي تستهدف أغصانها الطرية.

ويظل مشهد تجمع عدد من الماشية حول تلك الشجيرات أحد المظاهر التي ترافق من يستطيع الوصول إلى الأماكن التي تنبت فيها هذه الشجيرة.

وهذه الشجيرة دائمة الخضرة، تأتي كواحدة من مكونات التنوع النباتي في الشريط الشرقي للضفة الغربية. ورغم ارتفاع درجات الحرارة صيفا في منطقة تأتي ضمن حفرة الانهدام، تظل الرتم مكسوة باللون الأخضر طيلة أشهر السنة.

وعلى سفوح الجبال الشرقية تظهر أجيال متفاوتة لواحدة من أشهر أصناف الشجيرات المنتشرة في الأغوار الشمالية.

وبينما يختفي معظم أنواع الغطاء النباتي في أشهر الصيف في الأغوار الشمالية مع تعمق الصيف الحار تظهر شجيرة الرتم كواحدة من الأصناف التي تحافظ على ديمومة اللون الأخضر لها على مدار العام.

ويحظى المواطنون القريبون من نمو تلك الشجيرات على فرصة كبيرة للحصول على أغصانها لتجفيفها واستخدامها بإشعال النيران.

مع تعمق أربعينية الشتاء، التي تبدأ في الحادي والعشرين من شهر ديسمبر/ كانون الأول، إلى نهاية شهر يناير/ كانون الثاني من كل عام، تزداد الأجواء برودة خاصة في الليل الطويل في الأغوار الشمالية.

 وجزء كبير من الحل لدى بعض التجمعات موجود في شجرة “الرتم”، إحدى الأشجار التي تنمو بكثرة في سفوح وقمم الجبال في الأغوار الشمالية.

وفي مناطق كثيرة من هذه البقعة الجغرافية، لا كهرباء يمكن الاعتماد عليها في تشغيل المدافئ الكهربائية في الخيام المتناثرة في تجمعات جغرافية صغيرة في عند سفوح الجبال.

إلا أن الحل لدى المواطنين كامن بالدرجة الأولى في أغصان الأشجار المتنوعة الجافة في سلسلة الجبال الشرقية للضفة الغربية، كمصدر للطاقة المجانية لهم.

حيث تمتاز بأنها سريعة الاشتعال , و تستخدم في إشعال النار للتدفئة وإعداد الطعام”.

وهذه الشجيرة أصبحت مع توالي السنوات إرثا ضمن الحكايات الشعبية لدى مئات المواطنين في مناطق نموها.

وعلى الرغم من تدهور الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية، وفصل المحافظات الفلسطينية من خلال الحواجز، لكن تبقى شريحة من مواطني المناطق القريبة من نمو هذه الشجيرة يتغنون بجمالها، ويلتقطون لها الصور الجميلة.


No comments:

Post a Comment

مستعمرون يقومون باقتحام نبع العوجا و آخرون يجرفون عشرات الدونمات غرب سلفيت

 الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands اقتحم عشرات المستعمرين، مساء اليوم الجمعة، نبع العوجا شمال مدينة أريحا، وأقاموا حفلا استفزازيا، ومنعوا ال...

Post Top Ad

Your Ad Spot

???????