الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands
.webp)
عندما يتعلق الأمر بقضاء الوقت في الهواء الطلق، فإن الحدائق تهدف إلى توفير استراحة من حياة المدينة – مكان للأطفال للعب، والكلاب للجري، والناس للاسترخاء.
لكن الأبحاث الجديدة تشير إلى أن مداخل هذه المساحات الخضراء قد تشكل خطراً صحياً غير مرئي.
توصل باحثون من كلية ترينيتي في دبلن إلى أن المداخل هي المناطق الأكثر تلوثًا في الحدائق العامة عندما يتعلق الأمر بوجود بيض الديدان الأسطوانية المعدية.
ركزت الدراسة على Toxocara ، وهو جنس من الديدان الأسطوانية الطفيلية التي توجد عادة في الكلاب والقطط.
تنتقل هذه البيضات إلى البيئة عبر براز الحيوانات، وقد يبتلعها البشر عن طريق الخطأ، وبينما لا تظهر أي أعراض على كثير من المصابين بداء السهميات، قد يُصاب آخرون بمشاكل صحية خطيرة، بما في ذلك التهابات العين.
نُشرت الدراسة كاملة في مجلة PLOS Neglected Tropical Diseases .
نقاط ساخنة للتعرض للطفيليات في الحدائق
وقد أظهرت دراسات سابقة أن تربة المتنزهات يمكن أن تكون ملوثة ببيض دودة التوكسوكارا، ولكن القليل من الدراسات نظرت إلى كيفية اختلاف التلوث من جزء إلى آخر من الحديقة.
للتحقيق، جمع الباحثون عينات تربة من اثنتي عشرة حديقة في أنحاء دبلن، واختبروا مناطق محددة، بما في ذلك المداخل، وملاعب الأطفال، وحواف الملاعب الرياضية، والأماكن العشبية التي يرتادها الناس للجلوس.
أشارت النتائج إلى نمط واضح، كانت مداخل الحدائق العامة الأكثر تلوثًا، تليها الملاعب.
عند الفحص الدقيق، تبيّن أن معظم البيض المكتشف قد يكون مُعديًا. ينتمي معظمه إلى نوع Toxocara canis، وهو نوع من الديدان الأسطوانية يرتبط عادةً بالكلاب.
مراقبة التلوث في جميع المتنزهات
لهذه النتائج آثار واضحة على الصحة العامة. ووفقًا للباحثين، ثمة حاجة إلى مزيد من الإجراءات الوقائية، لا سيما بالقرب من مداخل الحدائق والملاعب.
أشار الخبراء إلى أن “مداخل الحدائق احتوت على أكبر عدد من بيض دودة التوكسوكارا، ومن المرجح أن معظم هذه البيضات مصدرها الكلاب.
ومن خلال توفير اللافتات وصناديق القمامة ووسائل لتنظيف فضلات الكلاب في هذه المواقع، يمكننا تقليل مستوى التلوث. وهذه هي الخطوة التالية في البحث”.
أكد الفريق أيضًا على أهمية المراقبة، صمموا طريقة الاختبار لتكون ميسورة التكلفة وبسيطة، مما يُسهّل تكرارها، هذا يسمح بتتبع مستمر لتلوث الديدان الأسطوانية في مختلف المتنزهات وعلى مر الزمن.
لماذا هذا مهم للصحة العامة
على الرغم من أن معظم حالات العدوى البشرية لا تُكتشف، إلا أن هذه الطفيليات قادرة على التسبب بأمراض خطيرة في بعض الحالات، والأطفال أكثر عرضة للإصابة لأنهم يميلون إلى اللعب على الأرض ويميلون إلى وضع أيديهم المتسخة في أفواههم.
يمكن أن تنتقل يرقات التوكسوكارا عبر الجسم في عدد قليل من الحالات، مما يؤدي إلى هجرة اليرقات الحشوية، أو حتى إصابة العين التي يمكن أن تسبب فقدان البصر.
يشير وجود بيض مُعدٍ في مجموعات عند مداخل الحدائق والملاعب إلى أن خطر الإصابة يكون أكبر في أماكن تجمع العائلات وأصحاب الحيوانات الأليفة، وهذه أيضًا هي المناطق التي يُحتمل أن يكون فيها الأطفال والحيوانات الأليفة على اتصال وثيق بالتربة.
يمكن أن تساعد الحملات الإعلامية العامة في التأكيد على الحاجة إلى النظافة الجيدة بعد زيارة الحديقة، وخاصة بين الأطفال الصغار.
كما يمكن لمخططي المدن ومسؤولي الحدائق العامة استخدام هذه الدراسة لإعادة تصميم الحدائق العامة وصيانتها.
ومن خلال وضع صناديق قمامة إضافية بالقرب من المداخل، أو تحسين اللافتات، أو حتى تغيير المناظر الطبيعية في المناطق عالية الخطورة، يمكن للمدن أن تساعد في الحد من انتشار الطفيليات.
الحد من مخاطر العدوى في المتنزهات
تلوث دودة التوكسوكارا ليس مشكلةً تقتصر على المدينة فحسب، بل هو أمرٌ يمكن لمالكي الحيوانات الأليفة والزوار المساعدة في منعه. يُعدّ تنظيف فضلات الكلاب طريقةً بسيطةً وفعّالةً للحدّ من عدد بيض الديدان الأسطوانية التي تدخل التربة.
حتى لو لم يتم ترك براز الكلاب بالقرب من مداخل الحديقة، فإن المطر وحركة المشاة يمكن أن تحمل التلوث عبر الحديقة.
إذا كنتَ من رواد الحديقة بانتظام، اغسل يديك بعد زيارتك، وخاصةً قبل تناول الطعام أو لمس وجهك، وإذا كان لديك أطفال، فتأكد من قيامهم بذلك أيضًا.
ومن الجيد أيضًا منع الحفر أو التدحرج في العشب في المناطق القريبة من مداخل الحدائق والملاعب، حيث يكون خطر الإصابة بالعدوى أعلى.
تلعب المشاركة المجتمعية، بدءًا من ملكية الحيوانات الأليفة المسؤولة وحتى تصميم الحدائق الذكية، دورًا كبيرًا في الحفاظ على هذه المساحات المشتركة آمنة وصحية للجميع. نقلا عن موقع المستقبل الأخضر
No comments:
Post a Comment