الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands
يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بأشد العبارات تدمير قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي عددًا من الجرافات والمعدات الثقيلة المستخدمة في أعمال الإنقاذ وفتح الطرق وإزالة الأنقاض في قطاع غزة، والتي تُعد من الوسائل الحيوية لإنقاذ الأرواح وتسهيل حركة طواقم الإسعاف والدفاع المدني، في تعبير صارخ عن سياسة الاحتلال إخضاع الفلسطينيين عمداً لأحوال معيشية يقصد بها إهلاكهم الفعلي كلياً أو جزئياً، وهو ما يمثل جوهر جريمة الإبادة الجماعية المتواصلة منذ أكثر من 18 شهرًا.
ففي سياق الهجوم العسكري المتواصل على قطاع غزة، وثّقت طواقم المركز استهداف قوات الاحتلال المباشر للجرافات والمعدات المدنية القليلة المتبقية في القطاع، الأمر الذي يعكس سياسة ممنهجة ومتعمدة لمنع وإعاقة عمليات الإنقاذ وفتح الطرق، وزيادة معاناة المدنيين المحاصرين، ومنع وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المنكوبة.
ووفق المعلومات التي جمعها باحثو المركز حول آخر احدث الاستهدافات، فعند حوالي الساعة 22:45 من يوم الاثنين الموافق 21 إبريل 2025، قصفت طائرات الاحتلال أرضًا في منطقة المواصي، يوجد بها 4 جرافات ودمرتها. وفجر اليوم الثلاثاء الموافق 22 إبريل 2025، قصفت طائرات الاحتلال عدة آليات ثقيلة متوقفة في آخر شارع بنك فلسطين وسط خان يونس، ما أدى إلى تدمير شاحنة وإلحاق أضرار بالغة في 3 جرافات وشاحنتين، إضافة لسيارتين وجميعها مملوكة لمواطنين فلسطينيين.
كما هاجم الطيران الحربي الإسرائيلي عند حوالي الساعة 01:00 من فجر ايوم نفسه، بعدة صواريخ كراج بلدية جباليا النزلة الواقع بجانب مدرسة حليمة السعدية بجباليا النزلة شمال غزة، والمقام على مساحة 3 دونمات، ما أدى إلى تدمير وإحراق 9 جرافات (جرى إدخالها من دولة مصر خلال فترة وقف إطلاق النار) كانت متوقفة في الناحية الغربية من الكراج، وجرافة للبلدية، بالإضافة لإحراق شاحنة للمياه العذبة، وإلحاق أضرار بالغة في شاحنة لجميع النفايات، وأخرى كاسحة لمياه الصرف الصحي للبلدية، وتضرر ٥ سيارات لحركة الموظفين ومولدين كهربائيين.
وأفاد أحد العاملين داخل الكراج بأنه في منتصف الليلة الماضية، تلقى أحد جيران الكراج من الناحية الغربية اتصالا على هاتفه المحمول من جيش الاحتلال الاسرائيلي أمره بإخلاء منزله والذهاب لمدرسة حليمة السعدية التي تحد الكراج من الناحية الشرقية وإبلاغ العائلات النازحة داخلها بضرورة إخلائها، بالإضافة للمنازل المجاورة للكراج دون إبلاغه عن أي تفاصيل بخصوص المكان الذي سيتم استهدافه. وبعد حوالي ساعة، قصفت طائرات الاحتلال الكراج بعدة صواريخ أدت لانفجارات ضخمة، ما أدى لتدمير وإحراق الجرافات والشاحنات. كما أفاد بأنه بعد حوالي 20 دقيقة حضرت سيارات لجهاز الدفاع المدني وسيارات إسعاف، إلا أن جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي استمر اتصاله مع المواطن المذكور أبلغه بأن يبلغ طواقم الدفاع المدني والإسعاف بعدم دخول الكراج إلا بعد ساعة من استهدافه، وبذلك التهمت النيران الجرافات بالكامل تقريبا.
يذكر أن الجرافات المصرية جرى إدخالها إلى قطاع غزة، لاستخدامها كمعدات للإنقاذ وإزالة الركام وفتح الطرقات، خلال وقف إطلاق النار الذي بدأ في 19 يناير 2025، وأنهته إسرائيل من جانب واحد في 18 مارس 2025.
كما قصفت طائرات الاحتلال الليلة الماضية وفجر اليوم الثلاثاء، عدة آليات ثقيلة ومعدات مملوكة لبلدية غزة وعدد من الشركات الخاصة في مدينة غزة.
ووفق المعلومات التي توفرت لباحثي المركز، فقد طال الاستهداف 3 جرافات لشركة مقاولات محلية، كانت متوقفة مقابل متنزه البلدية وسط مدينة غزة، و3 جرافات كباش وباقر لشركة محلية تعمل لمصلحة مؤسسة الهيئة العربية لإعادة الإعمار، و3 آليات “كباش” مصرية أدخلت للقطاع خلال وقف إطلاق النار كانت متوقفة في الشارع المقابل منتزه البلدية وسط مدينة غزة، و3 آليات “كباش” لشركة محلية كانت متوقفة في شارع جمال عبد الناصر (الثلاثيني) بحي الصبرة، وأدت الاستهدافات المباشرة إلى تدمير جميع المعدات بشكل كلي وخروجها عن الخدمة.
وتأتي هذه الاستهدافات في وقت تتفشى فيه المجاعة مع استمرار إغلاق إسرائيل المعابر ومنع إدخال البضائع والمساعدات منذ 52 يومًا، مع مواصلة جرائم القتل الجماعي بقصف خيام النازحين والمنازل السكنية ومراكز الإيواء، حيث أسفرت غارات الاحتلال خلال الـ 24 ساعة الماضية عن مقتل 26 مواطنًا، وإصابة 60 آخرين بجروح، وهو ما يرفع حصيلة الضحايا منذ 18 مارس الماضي، إلى 1890 قتيلا و4950 جريحا، في حين ترتفع الحصيلة منذ 7 أكتوبر 2023، إلى 51266 قتيلا و116991 جريحا، وفق وزارة الصحة.1
ومنذ بداية الهجوم العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة، عملت قوات الاحتلال بشكل ممنهج على استهداف عربات الدفاع المدني، والعديد من الجرافات والآليات الخاصة بالبلديات والشركات الخاصة، وهي تستكمل في الساعات الماضية تدمير ما تبقى من هذه الآليات وهو ما يعني إضعاف وعرقلة القدرة على الإنقاذ التي تنفذها طواقم الدفاع المدني بعد قصف إسرائيل المنازل والمباني ومراكز الإيواء على رؤوس قاطنيها، كما يحدث بشكل يومي، وكذلك يحول دون فتح الشوارع التي تتعرض للإغلاق نتيجة تدمير المنازل والمباني.
إن قطاع غزة، بحاجة إلى أدخال مئات الآليات الثقيلة من الجرافات والبواقر وآلات إزالة الأنقاض، لتمكين طواقم الإنقاذ والطواقم الطبية من انتشال آلاف الجثامين العالقة تحت الأنقاض، وكذلك للمساهمة في الإنقاذ السريع بعدم عمليات القصف، وفتح الشوارع وإزالة عشرات الآلاف من أطنان الركام، لتمكين 2.3 مليون إنسان من العيش في مناطقهم السكنية التي تعرضت للمحو الكامل.
يؤكد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، أن استهداف هذه المعدات علاوة على كونه جريمة حرب وفقاً لأحكام القانون الدولي الإنساني، لا سيما اتفاقية جنيف الرابعة، التي تحظر استهداف الأعيان المدنية ووسائل الإغاثة، ويشكل انتهاكاً صارخاً لمبدأ التمييز بين الأعيان المدنية والعسكرية، يجسد سعي إسرائيل الممنهج والمعلن لتدمير قطاع غزة وسكانه وإعدام أي فرص للعيش والحياة فيه، في إطار جريمة الإبادة الجماعية وكذلك دفع من يبقى منهم على قيد الحياة للهجرة منه قسرًا.
ويدعو المركز المجتمع الدولي إلى اتخاذ تدابير فورية وجادة لوقف جريمة الإبادة الجماعية الجارية، وضمان محاسبة المسؤولين الإسرائيليين على جرائمهم أمام العدالة الدولية. كما يطالب الدول الأطراف في اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية بالوفاء بالتزاماتها القانونية والأخلاقية، والتحرك العاجل لحماية المدنيين الفلسطينيين من القتل الجماعي والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.
نقلا عن :
https://pchrgaza.org
No comments:
Post a Comment